نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 243
( بل هو الكذاب ) ، فيما يظهران من الإسلام وردا علىّ فلما صرفتهما إلى المدينة مالا على القسيسين والرهبان من كفار النصارى وتقربا إليهم بالنصرانية ، فكرهت أن أنكل بهما لقرابتهما فإذا قرأت كتابي هذا فناد في الناس برئت الذمة ممن يشاريهما أو يبايعهما أو يصافحهما أو يسلم عليهما فإنهما قد ارتدا عن الإسلام . فورد البريد إلى مدينة مَديَن . فلما شارفنا مَديَن قدّم أبي غلمانه ليرتادوا لنا منزلاً ويشتروا لنا ولدوابنا طعاماً وعلفاً ، فلما قرب غلماننا من باب المدينة أغلقوا الباب في وجوههم وشتموهم وذكروا علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ونالوا منه ، وقالوا : لا نزول لكم عندنا ولا بيع ولا شراء يا كفار يا مشركين يا مرتدين يا كذابين يا أشر الخلق أجمعين . فوقف غلماننا على الباب حتى انتهينا إليهم ، فكلمهم أبي ولين لهم القول وقال لهم : اتقوا الله ولا تغلطوا فلسنا كما بلغكم ولا نحن كما يقولون فأسمعونا ، وقال لهم : إن كنا كما قلتم فافتحوا لنا الباب وشارونا وبايعونا كما تشارون وتبايعون اليهود والنصارى . فقالوا : إن هؤلاء يؤدون الجزية وأنتم ما تؤدون الجزية . فقال لهم أبي : افتحوا لنا الباب وأنزلونا وخذوا منا الجزية كما تأخذون منهم . فقالوا : لا نفتح لكم الباب ولا كرامة لكم حتى تموتوا على ظهور دوابكم جياعاً أو تموت دوابكم تحتكم . فوعظهم أبي فازدادوا عتواً ونفوراً فثنى أبي رجله عن سرجه ثم قال لي : مكانك يا جعفر لا تبرح ، ثم صعد الجبل المطل على مدينة مَديَن وهم ينظرون إليه ما يصنع ، فلما صار في أعلاه استقبل بوجهه المدينة ثم وضع إصبعيه في أذنيه ، ثم نادى بأعلى صوته : ( وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً - إلى قوله - بَقِيَّةُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ ) [1] فأمر الله ريحاً سوداء مظلمة فهبت