نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 242
والآخر عمره مائة وخمسون سنة . فقال له أبي : ذلك عُزير وعزرة ولدا في يوم واحد فلما بلغا مبلغ الرجال خمسة وعشرين سنة مر عزير على حماره وهو راكبه على بلد اسمها أنطاكية وهي خاوية على عروشها فقال : ( أَنّى يُحْيِي هذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ) ، فأماته الله مائة عام ثم بعثه على حماره بعينه وطعامه وشرابه لم يتغير ، وعاد إلى داره و أخوه عزرة وولده قد شاخوا وعُزير شاب في سن خمسة وعشرين سنة ، فلم يزل يذكر أخاه وولده وهم يذكرون ما يذكره ويقولون : ما أعلمك بأمر قد مضت عليه السنين والشهور ، وعزرة يقول له وهو شيخ كبير ابن مائة وخمسة وعشرين سنة : ما رأيت شاباً أعلم بما كان بيني وبين أخي عزير أيام شبابي منك ، فمن أهل السماء أنت أم من أهل الأرض ؟ فقال : يا عزرة ، أنا عُزير أخوك ، قد سخط الله علىّ بقول قلته بعد أن اصطفاني الله وهداني ، فأماتني مائة سنة ثم بعثني بعد ذلك لتزدادوا بذلك يقيناً أن الله تعالى على كل شئ قدير ، وهذا حماري وطعامي وشرابي الذي خرجت به من عندكم أعاده الله تعالى كما كان ، فعند ذلك أيقنوا فأعاشه الله بينهم خمسة وعشرين سنة ثم قبضه الله تعالى وأخاه في يوم واحد . فنهض عالم النصارى عند ذلك قائماً ، وقام النصارى على أرجلهم فقال لهم عالمهم : جئتموني بأعلم مني وأقعدتموه معكم حتى هتكني وفضحني وأعلم المسلمين بأنه أحاط بعلومنا وأن عنده ما ليس عندنا ! والله لا كلمتكم من رأسي كلمة واحدة ولا قعدت لكم إن عشت بعد هذه . فتفرقوا وأبي قاعد مكانه وأنا معه ، ورفع ذلك إلى هشام فبعث إلينا بالجائزة وأمرنا أن ننصرف إلى المدينة من ساعتنا ولا نجلس ؛ لأن الناس ماجوا وخاضوا فيما دار بين أبي وعالم النصارى . فركبنا دوابنا منصرفين وقد سبقنا بريد من عند هشام إلى عامل مدينة مَديَن : أن ابني أبي تراب الساحرين محمد بن علي وجعفر بن محمد الكذابين
242
نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 242