نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 235
المتاحة لمنصب الإمامة الشرعية عادة ، إذ أمر تلميذه بالتظاهر بالجنون ، كطريق وحيد لضمان نجاته من القتل . وبمقدورنا أن ندرك حجم الظلم الذي كان يصبّ على أتباع الرسالة الإلهية في ذلك العصر الكالح حتى يضطر الرجل منهم ، بالرغم من فضله وعلمه ، إلى التظاهر بالجنون ، وما ينجم عنه من إهانة الصبيان ، أو لعبه معهم ، كل ذلك درءاً للقتل عن نفسه وخلاصاً من الموت الذي يدبّر له في الظلام . وهكذا تظاهر الجعفي بالجنون ، وامتطى قصبة ، وعلق كعباً في رقبته ، فاجتمع عليه الصبيان في أزقة الكوفة والجميع يقولون : جنّ جابر ! ! ! ولم تمض غير أيام قلائل حتى أتت أوامر هشام إلى واليه على الكوفة بوجوب قتل جابر الجعفي وإنفاذ رأسه إلى دمشق ، غير أنّ الوالي حين سأل عنه من أجل أن ينفذ فيه الجريمة ، قيل له : أصلحك الله كان رجلاً له فضل وعلم وجنّ ، وهو دائر في الرحبة مع الصبيان على القصب يلعب معهم . فعدل الحاكم المحلي عن قتله بعد اقتناعه بجنونه . إنّ هشام بن عبد الملك كان واثقاً من أن مصدر الوعي الإسلامي الصحيح إنما هو الإمام الباقر ( عليه السلام ) وأنّ وجوده حراً طليقاً يمنحه مزيداً من الفرص لرفد الحركة الإصلاحية في الأُمة وتكريس مدّها المتعاظم ، ومن أجل ذلك رأت السياسة المنحرفة ممثلة بحفيد مروان أن يحال بين الإمام ( عليه السلام ) وبين استمراريته بالعمل الرسالي لصالح الإسلام والأُمة ، وقد اتجه المكر الأموي نحو اعتقال الإمام ( عليه السلام ) وإبعاده عن عاصمة جده المصطفى ( صلى الله عليه وآله ) التي اجتمعت هي والحجاز عموماً على إجلاله والتمسك به . وهكذا حمل الإمام ( عليه السلام ) وابنه جعفر الصادق ( عليه السلام ) إلى دمشق بأمر السلطة الأموية لإيقاف تأثيره في الأُمة المسلمة وحجبه عن أداء دوره الرسالي العظيم ، وأودع في أحد سجون الحكم هناك .
235
نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 235