نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 196
انه ليعلم ما في يومه وفي شهره وفي سنته ، ثم قال : يا سليمان أما علمت أن روحاً ينزل عليه في ليلة القدر فيعلم ما في تلك السنة إلى مثلها من قابل وعلم ما يحدث في الليل والنّهار والساعة ، أترى ما يطمئن به قلبك ؟ قال : فوالله ما سرنا إلاّ ميلاً أو نحو ذلك حتى قال ( عليه السلام ) : السّاعة يستقبلك رجلان قد سرقا سرقة قد أضمرا عليها ، فوالله ما سرنا إلاّ ميلاً حتى استقبلنا الرجلان ، فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) لغلمانه : عليكم بالسارقين ، فأُخذا حتى أُتي بهما ، فقال ( عليه السلام ) : سرقتما ؟ فحلفا له بالله أنهما ما سرقا . فقال : والله لئن لم تخرجا ما سرقتما لأبعثنَّ إلى الموضع الذي وضعتما فيه سرقتكما ولأبعثنّ إلى صاحبكما الذي سرقتماه حتّى يأخذكما ويرفعكما إلى والي المدينة ، فرأيكما ، فأبيا أن يردّا الذي سرقاه ، فأمر أبو جعفر ( عليه السلام ) غلمانه أن يستوثقوا منهما . قال : فانطلق أنت يا سليمان إلى ذلك الجبل وأشار بيده إلى ناحية من الطريق فاصعد أنت وهؤلاء الغلمان ، فإنّ في قلّة الجبل كهفاً ، فادخل أنت فيه بنفسك حتى تستخرج ما فيه وتدفعه إلى مولى هذا ، فإن فيه سرقة لرجل آخر ، ولم يأت ، وسوف يأتي . فانطلقت وفي قلبي أمر عظيم مما سمعت حتى انتهيت إلى الجبل ، فصعدت إلى الكهف الذي وصفه لي فاستخرجت منه عيبتين وِقر [1] رجلين حتى أتيت بهما أبا جعفر ( عليه السلام ) . فقال : يا سليمان إن بقيت إلى غد رأيت العجب بالمدينة مما يظلم كثير من الناس . فرجعنا إلى المدينة ، فلما أصبحنا أخذ أبو جعفر ( عليه السلام ) بأيدينا فدخلنا معه على والي المدينة ، وقد دخل المسروق منه معه برجال بُراء .
[1] العَيبَة : الزنبيل من الجلد المدبوغ أو ما تُجعل فيه الثياب كالصندوق . والوقر : بالكسر الحمل الثقيل ، يقال جاء بحمل وقره وأكثر ما يستعمل الوقر في حمل البغل والحمار والوسق في حمل البعير .
196
نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 196