نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 146
حريص على أمر من أمور الدّنيا قد ناله ، فلمّا ناله كان عليه وبالاً وشقي به ، ولربّ كاره لأمر من أمور الآخرة قد ناله فسعد به [1] . ومن وصية له ( عليه السلام ) لعمر بن عبد العزيز : لما دخل المدينة عمر بن عبد العزيز والياً عليها قال مناديه من كانت له مظلمة أو ظلامة فليحضر ، فأتاه أبو جعفر ( عليه السلام ) فلما رآه استقبله وأقعده مقعده ، فقال ( عليه السلام ) : إنّما الدنيا سوق من الأسواق يبتاع فيها الناس ما ينفعهم وما يضرهم ، وكم قوم ابتاعوا ما ضرهم فلم يصبحوا حتى اتاهم الموت ، فخرجوا من الدنيا ملومين لما لم يأخذوا ما ينفعهم في الآخرة ، فقُسِّم ما جمعوا لمن لم يحمدهم ، وصاروا إلى من لا يعذرهم ، فنحن والله حقيقون أن ننظر إلى تلك الأعمال التي نتخوف عليهم منها ، فكف عنها واتق الله ، واجعل في نفسك اثنتين : انظر إلى ما تحب أن يكون معك إذا قدمت على ر بك فقدمه بين يديك ، وانظر إلى ما تكره أن يكون معك إذا قدمت على ربك فارمه وراءك ، ولا ترغبن في سِلعة بارت على من كان قبلك فترجو أن يجوز عنك ، وافتح الأبواب ، وسهل الحجاب ، وأنصف المظلوم ، ورد الظالم . دخل أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين ( عليهم السلام ) على عمر بن العزيز فقال : يا أبا جعفر أوصني . قال ( عليه السلام ) : أوصيك أن تتخذ صغير المسلمين ولداً ، وأوسطهم أخاً ، وكبيرهم أباً ، فارحم ولدك ، وصل أخاك ، وبر أباك ، وإذا صنعت معروفاً فربّه ( أدمه ) [2] . ومن وصية له ( عليه السلام ) : عليكم بالورع والاجتهاد وصدق الحديث وأداء الأمانة إلى من أئتمنكم عليها براً كان أو فاجراً ، فلو أنّ قاتل علي بن أبي طالب أئتمنني على
[1] تحف العقول / ابن شعبة الحراني : 284 - 287 . [2] المدخل إلى موسوعة العتبات المقدسة / جعفر الخليلي : 202 .
146
نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 146