responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري    جلد : 1  صفحه : 145


العقل . ولا عدم عقل كقلّة اليقين . ولا قلّة يقين كفقد الخوف . ولا فقد خوف كقلّة الحزن على فقد الخوف . ولا مصيبة كاستهانتك بالذّنب ورضاك بالحالة التي أنت عليها . ولا فضيلة كالجهاد . ولا جهاد كمجاهدة الهوى . ولا قوة كردّ الغضب ، ولا معصية كحبّ البقاء . ولا ذلّ كذلّ الطّمع . وإيّاك والتّفريط عند إمكان الفرصة ، فإنّه ميدان يجري لأهله بالخسران .
( ومن كلامه ( عليه السلام ) لجابر أيضاً ) :
خرج يوماً وهو يقول : أصبحت والله يا جابر محزوناً مشغول القلب ، فقلت : جعلت فداك ما حزنك وشغل قلبك ، كلّ هذا على الدّنيا ؟ فقال ( عليه السلام ) : لا يا جابر ، ولكن حزن هم الآخرة ، يا جابر ، من دخل قلبه خالص حقيقة الإيمان شغل عمّا في الدّنيا من زينتها ، إنّ زينة زهرة الدنيا إنّما هي لعب ولهو وإنّ الدار الآخرة لهي الحيوان ، يا جابر ، إنّ المؤمن لا ينبغي له أن يركن ويطمئن إلى زهرة الحياة الدنيا . واعلم أنّ أبناء الدنيا هم أهل غفلة وغرور وجهالة وأنّ أبناء الآخرة هم المؤمنون العاملون الزّاهدون أهل العلم والفقه وأهل فكرة واعتبار واختبار لا يملّون من ذكر الله .
واعلم يا جابر : أنّ أهل التقوى هم الأغنياء ، أغناهم القليل من الدّنيا فمؤونتهم يسيرة ، إن نسيت الخير ذكّروك . وإن عملت به أعانوك ، أخّروا شهواتهم ولذّاتهم خلفهم وقدّموا طاعة ربّهم أمامهم . ونظروا إلى سبيل الخير وإلى ولاية أحبّاء الله فأحبّوهم ، وتولّوهم واتّبعوهم .
فانزل نفسك من الدنيا كمثل منزل نزلته ساعةً ثم ارتحلت عنه ، أو كمثل مال استفدته في منامك ففرحت به وسررت ثمّ انتبهت من رقدتك وليس في يدك شئ . وإنّي إنّما ضربت لك مثلاً لتعقل وتعمل به إن وفّقك الله له . فاحفظ يا جابر ما أستودعك من دين الله وحكمته . وانصح لنفسك وانظر ما الله عندك في حياتك ، فكذلك يكون لك العهد عنده في مرجعك . وانظر فإن تكن الدّنيا عندك على غير ما وصفت لك فتحوّل عنها إلى دار المستعتب اليوم ، فلربّ

145

نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري    جلد : 1  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست