نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 141
وقال : أقلّوا عليهم لا أباً لأبيكم * من اللوم أو سدوا الذي سدوا أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا * وإن عاهدوا وفّوا وان عقدوا شدوا فأنّى تسد ثلمة أخي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذ شفعوا ، وشقيقه إذ نسبوا ، ونديده إذ فشلوا ، وذي قربى كنزها إذ فتحوا ، ومصلي القبلتين إذ تحرفوا ، والمشهود له بالايمان إذ كفروا ، والمدعي لنبذ عهد المشركين إذ نكلوا ، والخليفة على المهاد ليلة الحصار إذ جزعوا ، والمستودع لاسرار ساعة الوداع ؟ إلى آخر كلامه [1] . وله خطبة أخرى في الشام في مجلس هشام بن عبد الملك هذه المرة : لما حمل أبو جعفر إلى الشام إلى هشام بن عبد الملك وصار ببابه ، قال هشام لأصحابه : إذا سكتُّ من توبيخ محمد بن علي فلتوبِّخوه ، ثم أمر أن يؤذن له فلما دخل عليه أبو جعفر قال بيده : السلام عليكم ، فعمهم بالسلام جميعاً ثم جلس ، فازداد هشام عليه حنقا بتركه السلام بالخلافة وجلوسه بغير اذن ، فقال : يا محمد بن علي لا يزال الرجل منكم قد شق عصا المسلمين ، ودعا إلى نفسه ، وزعم أنّه الإمام سفها وقلة علم ، وجعل يوبخه ، فلما سكت أقبل القوم عليه رجل بعد رجل يوبخه . فلما سكت القوم نهض قائما ثم قال : أيها الناس أين تذهبون وأين يراد بكم ، بنا هَدى الله أوّلكم ، وبنا ختم آخركم ، فإن يكن لكم ملك معجل فإن لنا ملكا مؤجلا ، وليس بعد ملكنا ملك لأنّا أهل العاقبة ، يقول الله عزّ وجلّ : ( والعاقبة للمتقين ) . فأمر به إلى الحبس ، فلم يبق في الحبس رجل الا ترشفه [2] . وحسن عليه ، فجاء صاحب الحبس إلى هشام وأخبره بخبره ، فأمر به فحُمل على البريد هو وأصحابه وردوا إلى المدينة [3] .