responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري    جلد : 1  صفحه : 136


ويذكر المؤرخون أن الإمام أبا جعفر ( عليه السلام ) لما سمع هذه القصيدة العصماء أخذ منه الإعجاب مأخذاً عظيماً ، وانطلق يقول :
اللهم اكفِ الكميت وأخذ يكررها ثلاثاً ، وقد أنجاه الله تعالى ببركة هذا الدعاء فتخلص من سجن الأمويين .
قام الكميت بدور خطير في مناهضة الأمويين ، فقد هجا حكامهم ، وعدد مثالبهم وأبرزهم في شعره كأقذر مخلوق ، وقد حفظ الناس ما قاله فيهم ، فزهدوا في بني أمية ، ونقموا على حكمهم وسلطانهم ، ويعتبر هجاؤه لهم من الأسباب التي أطاحت بملكهم .
ويفر الكميت من سجن الأمويين الذي كان قد دخله بوشاية خالد القسري . ويبقى متوارياً عن أنظار السلطة متخفياً وهي تمعن بالتفتيش عنه إلاّ أنها لم تهتد إلى معرفة مكانه . وقد عزم الكميت على مدح هشام وبني أمية لينجو مما هو فيه ، وقبل أن ينظم فيهم أرسل أخاه ورداً إلى الإمام أبي جعفر ( عليه السلام ) يستأذنه فيما عزم عليه ، فأذن له الإمام ( عليه السلام ) في ذلك .
وامتدح هشاماً وبني أمية على مضض وحصل منه على العفو عنه وعن امرأته التي بقيت سجينة بدلاً منه . ثم وفد بعد ذلك على الإمام الباقر ( عليه السلام ) فرحب به ، وقرب مجلسه ، وتبسم في وجهه وعاتبه عتاباً رقيقاً وقال له :
يا كميت أنت القائل ؟
فالآن صرت إلى أمي‌ * - ة والأمور إلى المصائر واعتذر الكميت ، وأجاب جواب العالم الفقيه قائلاً :
نعم ، قد قلت ذلك ، ولا والله ما أردت به إلاّ الدنيا ، لقد عرفت فضلكم .
ومنحه الإمام الباقر الرضّى والقبول ، وقال له : أما أن قلت ذلك تقية ، إنّ التقية لتحل [1] . لقد كان الكميت صادق المودة والولاء لأهل البيت ( عليهم السلام ) وقد



[1] الأغاني / أبو الفرج الأصفهاني 15 : 126 .

136

نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست