نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 133
قال له الإمام : قل : " فقد أغرق نزعاً ولا تطيش سهامي " التفت الكميت إلى النكتة في ذلك ، فقال للإمام : أنت أشعر مني في هذا المعنى ، ولما فرغ الكميت من إنشاد رائعته توجه الإمام نحو الكعبة ، وأخذ يدعو له قائلاً : " اللهم ارحم الكميت ، واغفر له " . وكرر الدعاء بالمغفرة له ثلاث مرات ، ثم قال له : يا كميت هذه مائة ألف قد جمعتها لك من أهل بيتي ، فأبى الكميت من قبولها واعتذر بأنه يطلب المكافأة من الله تعالى ، وطلب من الإمام ( عليه السلام ) أن يتكرم عليه بقميص من قمصه ، فأعطاه ذلك [1] . وخرج الكميت من الإمام فقصد عبد الله بن الحسن فأنشده رائعته فأعجب بها عبد الله وقال له : " يا أبا المستهل ، أتيناك بجهد المقل ، ونحن في دولة عدونا ، وقد جمعنا هذا المال ، وفيه حليّ النساء ، فاستعن به على دهرك " . وأبى الكميت قبوله قائلاً : " بأبي أنتم وأمي قد أكثرتم ، وأطيبتم ، وما أردت بمدحي إياكم إلاّ الله ورسوله ، ولم أك لآخذ ثمناً من الدنيا ، فاردده إلى أهله " . وجهد عبد الله أن يقبل الكميت تلك الأموال فأبى وامتنع [2] . وأنشد الكميت اللامية من هاشمياته أمام الإمام أبي جعفر ( عليه السلام ) وقد أخذت منه مأخذاً عظيماً ، فقد تركت في نفسه أعظم الأثر ، كونه عرض فيها إلى الأحداث السياسية المؤلمة في ذلك العصر ، وما حلّ بأهل البيت ( عليهم السلام ) من صنوف التنكيل والإرهاق ، يقول في مطلعها : ألا هل عم في رأيه متأمل * وهل مدبر بعد الإساءة مقبل
[1] أعيان الشيعة / الأمين 1 : 655 . [2] مروج الذهب / المسعودي 2 : 195 .
133
نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 133