نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 128
فقد عاصرهم ، ونظر إلى مثلهم العليا التي طبق شذاها العالم بأسره ، فهام بها ، شأنه شأن الأحرار الذين يقدسون الفضيلة ، ويكبرون من اتصف بها ، لقد كان شعر الكميت صورة حية تحكي الواقع المشرق لأهل البيت ( عليهم السلام ) الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً . هذه بعض مميزات شعر الكميت ، أما الحديث عن مظاهره الفنية فإنه يستدعي الإطناب . لذي اكتفينا بهذا القدر روماً للاختصار . كان الكميت صلب العقيدة ، راسخ الإيمان ، قد أقام عقيدته على الواقع العلمي الذي لا يقبل الجدل والنقاش ، فهو شاعر العقيدة الشيعية ، والمعبر عن آرائها ، ومبادئها ويُجمِع الرواة على أنه أول من فتق باب الاحتجاج للشيعة في هاشمياته ، وأنه كان لسانهم ، والمدافع عنهم ، والمحتج لهم ، وقد صورت هاشمياته الجانب الفكري ، والعقائدي للشيعة وأحاطت - بوضوح - بشؤون الإمامة التي تعتبر من العناصر الأساسية في مبادئهم [1] . كان لابد من هذه الإلمامة بالكميت وشعره من أجل الإطلال من خلالها على أحواله ، وترسُّم عمق مبادئه ورسوخ عقيدته وشدة ولائه لعترة النبي المصطفى ( صلى الله عليه وآله ) . حتى إذا ما استبان لنا ذلك ، عطفنا لك بإلمامة أخرى نكشف بها عن جوانب من علاقة الكميت بالإمام الباقر ( عليه السلام ) ولقائه به ، واستنشاد الإمام له الشعر . لقد اختص الكميت بالإمام أبي جعفر ( عليه السلام ) فكان شاعره الخاص ، وقد تلا عليه بعض هاشمياته وقصائده التي نظمها في حق أهل البيت ( عليه السلام ) فأخذت موقعها من نفس الإمام ( عليه السلام ) فشكره ودعا له بالمغفرة والرضوان . وكان الكميت لا يرى أحداً في هذه الدنيا يستحق الولاء والتقدير غير سيده الإمام أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) فقد دخل عليه وهو يقول :
[1] حياة الامام محمد الباقر / القرشي 1 : 323 - 330 .
128
نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 128