نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 124
مساهمة ايجابية في تطور الثقافة العربية وازدهار الحركة العلمية في الإسلام . الكوفة ، عاصمة الشيعة ، ومهد التشيع وينبوعه ، ومنجم الثورات على بني أمية هي التي نشأ بها شاعرنا ، وتربى على تربتها ، وترعرع بين جدرانها ، فشبّ على حبّ أهل البيت ( عليهم السلام ) فكان حبهم متأصلاً في أعماق نفسه . . متجذراً عقيدة جزلاء في مكامن روحه المتعلقة بحبال مودّتهم . . وكان متبعاً لهم اتباع الظل صاحبه ، أو اتباع الفصيل اثر أمه . لقد كان الكميت من أفذاذ التاريخ ، يتمتع بمواهب شريفة وصفات رفيعة ، عدّها بعضهم بعشر خصال قال : كان في الكميت عشر خصال لم تكن في شاعر : كان خطيب بني أسد ؛ وفقيه الشيعة فهو أول من ناظر في التشيع ؛ حافظ القرآن العظيم ؛ ثبت الجنان ؛ كاتباً حسن الخط ؛ نسّابة ؛ جزلاً ؛ رامياً لم يكن في بني أسد أرمى منه ؛ فارساً شجاعاً ؛ ديناً ؛ وكان مشهوراً في التشيع مجاهراً في ذلك [1] . وهذه الصفات قد رفعته إلى القمة ، وميزته على جميع أدباء عصره . أما شعره ؛ فهو من مناجم الأدب العربي ، ومن أروع ما قاله شعراء العرب على الاطلاق ، فلم يكن في شعره يميل إلى الدعابة والمجون ، وبذلك فقد فارق شعراء البلاط الأموي والعباسي الذين اتجهوا بمواهبهم الفكرية والأدبية إلى اللهو والعبث وفساد الأخلاق . لقد صرف الكميت فكره إلى ساداته من بني هاشم ، فأخذ ينشر مآثرهم ، ويذيع فضائلهم بأروع ما نظم في الأدب العربي . ويقول المؤرخون : كان الكميت لا يذيع شعره بين الناس حتى يرضى به ، ويطمئن إليه ، فلذا كان شعره لوحة فنية تحكي الإبداع والفن والفكر . أما هاشمياته فقد كبرت عن التحديد والتقييم ، وقد ضمنها الاستدلال