نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 113
الناس خرج وليّه إلى المسجد ، فلمّا أن صلّى محمد بن علي ( عليه السلام ) وتورّك - وكان إذا صلّى عقّب في مجلسه - . قال له : يا أبا جعفر ، إنّ فلاناً الشامي قد هلك ، وهو يسألك أن تُصلّي عليه . فقال أبو جعفر : كلاّ ، إنّ بلاد الشام بلاد صِرّ وبلاد الحجاز بلاد حرّ ولحمها شديد ، فانطلق فلا تعجلنّ على صاحبك حتّى آتيكم ؛ ثمّ قام من مجلسه ، فأخذ وضوءاً ، ثمّ عاد فصلّى ركعتين ، ثمّ مدّ يده تِلقاء وجهه ما شاء الله ثمّ خرّ ساجداً حتّى طلعت الشمس . ثمّ نهض فانتهى إلى منزل الشامي ، فدخل عليه ، فدعاه فأجابه ، ثمّ أجلسه فسنده ، ودعا له بسويق فسقاه . فقال لأهله : املأوا جوفه ، وبرّدوا صدره بالطعام البارد ؛ ثمّ انصرف ، فلم يلبث إلاّ قليلاً حتّى عُوفي الشامي ، فأتى أبا جعفر ( عليه السلام ) فقال : أخلني ؛ فأخلاه ، فقال : أشهد أنّك حجّة الله على خلقه ، وبابه الذي يُؤتى منه ، فمن أتى من غيرك خاب وخسر وضلّ ضلالاً بعيداً . قال له أبو جعفر ( عليه السلام ) : وما بدا لك ؟ قال : أشهد أنّي عهدت بروحي وعاينت بعيني ، فلم يتفاجأني إلاّ ومناد ، أسمعه بأذني وما أنا بالنائم : ردّوا عليه روحه ، فقد سألنا ذلك محمد بن علىّ . فقال له أبو جعفر ( عليه السلام ) : أما علمت أنّ الله يحبّ العبد ويبغض عمله ، ويبغض العبد ويحبّ عمله ؟ قال : فصار بعد ذلك من أصحاب أبي جعفر ( عليه السلام ) [1] . ومما يروى أيضاً أنّ نصرانياً قال للإمام ( عليه السلام ) : أنت بقر ؟ قال : لا أنا باقر .