نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 106
ومن دعائه وسجوده أنه كان يقول عندما يأوى إلى فراش النوم : بسم الله ، اللّهم إني أسلمت نفسي إليك ، ووجهت وجهي إليك ، وفوضت أمري إليك ، فتوكلت عليك ، رهبة منك ، ورغبة إليك ، لا منجى ولا ملجأ منك إلاّ إليك ، آمنت بكتابك الذي أنزلت ، وبرسولك الذي أرسلت . ثم يسبح تسبيح الزهراء ( عليها السلام ) . فهذه الروايات التي تجسد عمق تعلق الإمام الباقر ( عليه السلام ) بربه الأعلى سبحانه ، تعبّر في ذات الوقت عن نفس ذابت في حب الله ، وطلب الزلفى لديه ، واستشعار رحمته في كل آن ، والتوجه إليه في الروح والقلب والجوارح كلها معاً ، الأمر الذي لا يتوفر أبداً إلاّ للمقربين من أولياء الله تعالى دون سواهم . ولقد بلغ من تعلق الإمام محمد الباقر ( عليه السلام ) بالله تعالى أن أصبحت الدار الآخرة ، ولقاء الله تعالى فيها ، كلّ همه وتفكيره ، حتى ملأت آفاق عقله وقلبه ، فمما روي عنه ( عليه السلام ) أنه خاطب جابر بن يزيد الجعفي - عليه الرحمة - بقوله : أصبحت والله يا جابر محزوناً مشغول القلب . فأجابه جابر : جعلت فداك ما حزنك وشغل قلبك ؟ فقال ( عليه السلام ) : يا جابر ، إنه حزن هم الآخرة ، يا جابر من دخل قلبه خالص حقيقة الإيمان شغل عما في الدنيا من زينتها ، إنّ زينة زهرة الدنيا إنما هو لعب ولهو ، وإنّ الدار الآخرة لهي الحيوان ، وإنّ المؤمن لا ينبغي له أن يركن ويطمئن إلى زهرة الحياة الدنيا ، واعلم أنّ أبناء أهل الدنيا هم أهل غفلة وغرور وجهالة ، وأنّ أبناء الآخرة هم المؤمنون العاملون الزاهدون ، أهل العلم والفقه وأهل فكرة واعتبار لا يملون من ذكر الله . واعلم يا جابر أنّ أهل التقوى هم الأغنياء ، أغناهم القليل من الدنيا ، فمؤونتهم يسيرة ، إنْ نسيت الخير ذكّروك ، وإن عَمِلتَ به أعانوك ، أخَّروا شهواتهم ولذاتهم خلفهم ، وقدّموا طاعة ربهم أمامهم ، ونظروا إلى سبيل الخير
106
نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 106