نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 105
وانحراف عن الحق ، ويجدها فرصة ليذكّر بها أصحابه وهو يحدِّثهم عن سيرة الأولين من الأنبياء والصالحين فيطرح لهم حكمة رائعة لنبي الله سليمان بن داود ( عليه السلام ) فيقول : قال سليمان بن داود : أوتينا ما أوتي الناس وما لم يؤتوا ، وعُلِّمنا ما عُلِّم الناس وما لم يعلموا ، فلم نجد شيئاً أفضل من خشية الله في الغيب والمشهد ، والقصد في الغنى والفقر ، وكلمة الحق في الرضا والغضب ، والتضرع إلى الله عز وجل في كلّ حال [1] . أما النتيجة العملية التي يعطيها الإمام للذين يخشون ربَّهم فيرويها لنا خالد بن الهيثم فيقول : قال أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين ( عليهم السلام ) : ما اغرورقت عينٌ بماء من خشية الله تعالى إلاّ حرَّم الله وجه صاحبها على النار ، فإن سالت على الخدين دموعه لم يرهق وجهه قتر ولا ذلَّة ، وما من شئ إلاَّ وله جزاء إلاَّ الدمعة ، فإن الله تعالى يكفِّر بها بحور الخطايا ، ولو أنَّ باكياً بكى في أمة لحرَّم الله تلك الأمة على النار [2] . وكان الإمام أبو جعفر ( عليه السلام ) إذا حج البيت الحرام انقطع إلى الله وأناب إليه وتظهر عليه آثار الخشوع والطاعة ، فقد روى مولاه أفلح قال : خرجت مع محمد بن علي حاجّاً فلما دخل المسجد نظر إلى البيت فبكى حتى علا صوته ، فقلت : بأبي أنت وأمي ، أنّ الناس ينظرون إليك ، فلو رفعت بصوتك قليلاً ، فقال لي : ويحك يا أفلح ولم لا أبكي ؟ لعل الله تعالى ينظر إلىّ منه برحمة فأفوز بها عنده غداً . قال : ثم طاف بالبيت [ سبعاً ] ، ثم جاء حتى ركع عند المقام فرفع رأسه من سجوده وإذا بموضع سجوده مبتل من كثرة دمع عينيه [3] .
[1] حياة الإمام محمد الباقر / باقر شريف القرشي 1 : 257 . [2] الفصول المهمة : 209 . [3] بحار الأنوار / المجلسي 46 : 290 عن كشف الغمة / الإربلي 2 : 329 .
105
نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 105