responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري    جلد : 1  صفحه : 104


منّا ، ومن كان لا يقرأ منّا أمره بالذكر [1] .
وعن ضراعته للهِ تعالى في جوف الليل ، روى الإمام الصادق ( عليه السلام ) : كان أبي في جوف الليل يقول في تضرعه : أمرتني فلم أأتمر ، ونهيتني فلم أنزجر ، فها أنا ذا عبدك بين يديك ولا أعتذر [2] .
وكان ( عليه السلام ) كثير الصلاة فكان يصلي في اليوم والليلة مئة وخمسين ركعة [3] . ولم تشغله شؤونه العلمية والاجتماعية ، ومرجعيته العامة للأمة عن كثرة الصلاة ، فقد كانت أعزّ شئ عنده لأنها الصلة بينه وبين ربه .
وروي أنه ( عليه السلام ) إذا أقبل على الصلاة اصفرَّ لونه [4] خوفاً من الله وخشيةً منه ، فقد عرف عظمة الله تعالى ، خالق الكون وواهب الحياة ، فعبده عبادة المتّقين والمنيبين .
ورغم كثرة صلاته ( عليه السلام ) فإنه كان يرى أنّ أفضل العبادات ليس بكثرة الصلاة والصيام والانقطاع عن الدنيا والانشغال بالتهجد والتسبيح ، إنّما يراها من منظار أبعد من هذا بكثير ، فهو يعتبرها بالكف عن محارم الله وخشيته ، والتعامل مع القضايا والأحداث بكرامة وعزة نفس وإباء ، فيقول : ما من عبادة أفضل من عفّة بطن أو فرج ، وما من شئ أحب إلى الله من أن يُسأل . ولا يدفع القضاء إلاّ الدعاء ، فإنّ أسرع الخير ثواباً البر ، وأسرع الشر عقوبة البغي ، كفى بالمرء عيباً أن ينظر من الناس ما يعمى عنه من نفسه ، وأن يأمر الناس ما لا يفعله ، وأن ينهى الناس بما لا يستطيع التحول عنه ، وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه [5] .
نعم ، الخشية من الله . . حيث يعتبرها الإمام صمّام الأمان من كل انزلاق



[1] بحار الأنوار / المجلسي 46 : 297 .
[2] كشف الغمة / الإربلي 2 : 329 ، الفصول المهمة / ابن الصباغ : 209 .
[3] تاريخ دمشق / ابن عساكر 51 : 44 ، تذكرة الحفاظ / 1 : 125 ، حلية الأولياء / أبو نعيم 3 : 182 .
[4] تاريخ دمشق 51 : 44 .
[5] الفصول المهمة / ابن الصباغ المالكي : 209 .

104

نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست