responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري    جلد : 1  صفحه : 103


ومنهج ، وإمعاناً في استكمال الانحراف ، لمحو آثارهم ، فكرياً وفقهياً وسيرةً ، وحتى قبورهم جرت محاولات عديدة لمحو وجودها .
ومن هنا فلسنا نغالي إذا قطعنا بأنّ ما بين أيدينا من سيرة الأئمة من أهل البيت ( عليهم السلام ) ، إنما هو شذرات يسيرة لا تعكس إلاّ جزءاً صغيراً من واقعهم المشرق .
كل ذلك بسبب الملاحقة لهم ، ولأتباعهم من بعدهم ، وبسبب النكبات التي حلّت بالمؤسسات العلمية التي حفظت آثارهم ، عبر مراحل عديدة من تاريخنا المشرق الدامي ، القديم والحديث .
ومن هنا فإنّ الباحث في حياتهم ، يجد صعوبةً إذا شاء تكوين فكرة ناضجة عن كل إمام ، لقلة الآثار التي دوّنت سيرتهم ، نظراً لمطاردتهم وملاحقتهم ، بيد أنّه بالرغم من ذلك فإنّ الروايات المتناثرة التي تعكس الوجه العملي من شخصيات الأئمة ( عليهم السلام ) ، تشكل أساساً متيناً لرسم صورة حية - وإنْ لم تكن متكاملة - لسيرتهم العطرة .
وحيث أننا نتناول دراسة البُعد الروحي من شخصية الإمام الباقر ( عليه السلام ) فإنّ بعض النشاطات العبادية التي حفظتها لنا سيرته ( عليه السلام ) ، بالرغم من محدوديتها ، تصلح مادة حية لخلق تصوّر عميق للبعد الشاهق لروحية الإمام ( عليه السلام ) وعمق تعلقه بربه الأعلى سبحانه وتعالى ، فكان ( عليه السلام ) من أئمة المتقين في الإسلام ، فقد عرف الله معرفة استوعبت دخائل نفسه ، فأقبل على ربه بقلب منيب ، وأخلص في طاعته كأعظم ما يكون الإخلاص .
أما مظاهر عبادته : فعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، قال : كان أبي كثير الذكر ، لقد كنت أمشي معه وإنَّه ليذكر الله ، وآكل معه الطعام وإنَّه ليذكر الله ، ولقد كان يحدث القوم وما يشغله ذلك عن ذكر الله ، وكنت أرى لسانه لازقاً بحنكه يقول : لا إله إلاّ الله ، وكان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتى تطلع الشمس ، ويأمر بالقراءة من كان يقرأ

103

نام کتاب : موسوعة المصطفى والعترة ( ع ) نویسنده : الحاج حسين الشاكري    جلد : 1  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست