نام کتاب : موسوعة الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) في الكتاب والسنة والتاريخ نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 275
في أُمور ترجع إلى دينهم والإمارات والولايات ونحو ذلك . ففرقٌ جليّ بين هذه الأُمور وبين براءة ونظائرها ؛ فإنّ ما تتضمّنه آيات براءة وأمثال النهي عن الطواف عرياناً والنهي عن حجّ المشركين بعد العام أحكامٌ إلهيّة ابتدائيّة لم تبلّغ بعدُ ولم تؤدَّ إلى مَن يجب أن تبلغه ؛ وهم المشركون بمكّة والحجّاج منهم ، ولا رسالة من الله في ذلك إلاّ لرسوله . وأمّا سائر الموارد التي كان يكتفي النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ببعث الرسل للتبليغ فقد كانت ممّا فرغ ( صلى الله عليه وآله ) فيها من أصل التبليغ ، والتأدية بتبليغه من وسعه تبليغُه ممّن حضر ؛ كالدعوة إلى الإسلام وسائر شرائع الدين ، وكان يقول : " ليبلّغ الشاهد منكم الغائب " . ثمّ إذا مسّت الحاجة إلى تبليغه بعضَ من لا وثوق عادة ببلوغ الحكم إليه أو لا أثر لمجرّد البلوغ إلاّ أن يعتني لشأنه بكتاب أو رسول [1] توسّل عند ذلك إلى رسالة أو كتاب ؛ كما في دعوة الملوك . وليتأمّل الباحث المنصف قوله : " لا يؤدّي عنك إلاّ أنت أو رجل منك " ، فقد قيل : " لا يؤدّي عنك إلاّ أنت " ولم يُقَل : " لا يؤدّي إلاّ أنت أو رجل منك " حتى يفيد اشتراك الرسالة ، ولم يُقَل : " لا يؤدّي منك إلاّ رجل منك " حتى يشمل سائر الرسالات التي كان ( صلى الله عليه وآله ) يقلّدها كلّ من كان من صالحي المؤمنين . فإنّما مفاد قوله : " لا يؤدّي عنك إلاّ أنت أو رجل منك " أنّ الأُمور الرساليّة التي يجب عليك نفسك أن تقوم بها لا يقوم بها غيرك عوضاً منك ، إلاّ رجل منك ؛ أي لا يخلفك فيما عليك كالتأدية الابتدائيّة إلاّ رجل منك . ثمّ ليت شعري ما الذي دعاهم إلى أن أهملوا كلمة الوحي التي هي قول الله