نام کتاب : موسوعة الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) في الكتاب والسنة والتاريخ نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 148
حيث يُستشفّ من هذا الخبر أنّ أبا بكر كان يعرف قضيّة " إنذار العشيرة " ويعلم ويعترف بها ويراها حجّةً . وأصل هذه الحادثة وطرح الدعوى بالشكل المذكور يثير التساؤل ؛ فالنقطة التي لم يُلْتَفَتْ إليها هي : لماذا رجع الإمام ( عليه السلام ) وعمّه العبّاس إلى الخليفة ؟ وهل هذا الخلاف صحيح من أساسه ؟ فقد كان للنبيّ ( صلى الله عليه وآله ) عند وفاته بنت ، وزوجات أيضاً ، فلا نصيب للعمّ وابن العمّ حتى يدّعيا الإرث . . . ومن الواضح أنّ أمواله ( صلى الله عليه وآله ) تؤول إلى بنته الطاهرة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، وبعد استشهادها تنتقل إلى أولادها ، فأصل ادّعاء العبّاس بن عبد المطّلب لا يصحّ ، فلِمَ ادّعى ذلك إذن وتحاكم إلى الخليفة ؟ نُقل عن أبي رافع أنّ العبّاس قال لأبي بكر بعد كلامه المذكور : " فما أقعدك مجلسك هذا ؟ تقدّمته وتأمّرت عليه ! فقال أبو بكر : أغدراً يا بني عبد المطّلب ! " [1] . نفهم من هذا النصّ أنّ العبّاس قد افتعل بذكاء هذا الموضوع ، ليذكّر أبا بكر بمن هو أهل للخلافة ، وينبزه بابتزازها . ومثل هذه التصرّفات كانت تنتشر وتشتهر بسرعة لمكانة العبّاس ومنزلته . وهكذا أيضاً كان حوار عبد الله بن عبّاس وعمر بن الخطّاب ؛ فقد ذكّر ابن عبّاس عمر بأهليّة الإمام أمير المؤمنين عليّ ( عليه السلام ) للخلافة ، فغضب عمر ، وقال : " إليك يا بن عبّاس ! أتريد أن تفعل بي كما فعل أبوك وعليّ مع أبي بكر يوم دخلا عليه ؟ " [2] .