نام کتاب : موسوعة الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) في الكتاب والسنة والتاريخ نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 146
وذلك في حديث الدار ، الذي أجمع على صحّته نُقّاد الآثار ، حين جمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بني عبد المطّلب في دار أبي طالب ، وهم أربعون رجلاً ، يومئذ يزيدون رجلاً أو ينقصون رجلاً فيما ذكره الرواة ، وأمر أن يُصنع لهم فخذ شاة مع مُدّ من البُرّ ، ويُعَدّ لهم صاعٌ من اللبن ، وقد كان الرجل منهم معروفاً بأكل الجذْعة [1] في مقام واحد ، ويشرب الفَرَق [2] من الشراب في ذلك المقام ، وأراد ( عليه السلام ) بإعداد قليل الطعام والشراب لجماعتهم إظهار الآية لهم في شبعهم وريّهم ممّا كان لا يُشبع الواحد منهم ولا يرويه . ثمّ أمر بتقديمه لهم ، فأكلت الجماعة كلّها من ذلك اليسير حتى تملّؤوا منه ، فلم يَبِن ما أكلوه منه وشربوه فيه ، فبهرهم بذلك ، وبيّن لهم آية نبوّته ، وعلامة صدقه ببرهان الله تعالى فيه . ثمّ قال لهم بعد أن شبعوا من الطعام ورووا من الشراب : يا بني عبد المطّلب ! إنّ الله بعثني إلى الخلق كافّة ، وبعثني إليكم خاصّة ، فقال عزّ وجلّ : ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَْقْرَبِينَ ) وأنا أدعوكم إلى كلمتين خفيفتين على اللسان ثقيلتين في الميزان ، تملكون بهما العرب والعجم ، وتنقاد لكم بهما الأُمم ، وتدخلون بهما الجنّة ، وتنجون بهما من النار : شهادة أن لا إله إلاّ الله ، وأنّي رسول الله ، فمن يجبني إلى هذا الأمر ويؤازرني عليه وعلى القيام به ، يكن أخي ووصيّي ووزيري ووارثي وخليفتي من بعدي . فلم يجب أحد منهم . فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : فقمت بين يديه من بينهم . . . فقلت : أنا - يا رسول الله - أُؤازرك على هذا الأمر ، فقال : اجلس ، ثمّ أعاد القول على القوم ثانية فأُصمتوا ،
[1] الجَذَع : من أسنان الدوابّ ؛ وهو ما كان شابّاً فتيّاً ( النهاية : 1 / 250 ) . [2] الفَرَق : مكيال يسع ستة عشر رِطلا ؛ وهي اثنا عشر مُدّاً ( النهاية : 3 / 437 ) .
146
نام کتاب : موسوعة الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) في الكتاب والسنة والتاريخ نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 146