( ) 5 - الحضينيّ ( رحمه الله ) : عن الحسن بن مسعود ، وعليّ ، وعبيد اللّه الحسنيّ قال : دخلنا على سيّدنا أبي الحسن ( عليه السلام ) بسامرّا وبين يديه أحمد بن الخصيب ، ومحمّد وإبراهيم الخيّاط ، وعيونهم تفيض من الدمع ، فأشار ( عليه السلام ) إلينا بالجلوس فجلسنا وقال : هل علمتم ما علمه إخوانكم ؟ فقلنا : حدّثنا منه يا سيّدنا ذكراً . قال : نعم ! هذا الطاغي قال مسمعاً لحفدته وأهل مملكته : تقول شيعتك الرافضة : إنّ لك قدرة والقدرة لا تكون إلاّ للّه ، فهل تستطيع إن أردت سوءاً تدفعه ؟ فقلت له : ( وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُو إِلاَّ هُوَ ) [1] فأطرق ثمّ قال : إنّك لتروي لكم قدرة دوننا ، ونحن أحقّ به منكم ، لأنّنا خلفاء وأنتم رعّيتنا ، فأمسكت عن جوابه ، لأنّه أراد يبيّن جبره بي فنهضت . فقال : لتقعدنّ وهو مغضب ، فخالفت أمره ، وخرجت فأشار إلى من حوله : الآن خذوه ، فلم تصل أيديهم إلىّ ، وأمسكها اللّه عنّي فصاح : الآن قد أريتنا قدرتك والآن نريك قدرتنا . فلم يستتمّ كلامه حتى زلزلت الأرض ، ورجفت فسقط لوجهه وخرجت ، فقلت في غد الذي يكون له هنا قدرة يكون عليه الحكم لا له ، فبكينا على إمهال اللّه عليه وتجبّره علينا وطغيانه ، فلمّا كان من غد ذلك اليوم فأذن لنا فدخلنا . فقال : هذا ولّينا زُرافة يقول : إنّه قد أخرج سيفاً مسموماً من الشفرتين ، وأمره أن يرسل إلىّ فإذا حضرت مجلسه أُخلّي زُرافة لامته منّي ، ودخل إلىّ