فقلت : وا أسفاه ! أيّ شيء أقول له وقد سرقت منّي ؟ فلم أشعر إلاّ وغلامه نصر يدعوني باسمي واسم أبي وهو يقول : يا عليّ بن يونس ! علم سيّدي أنّ البزّ والألطاف له ، فحملها ورفّهك [1] من حملها ، فسألته من كان إيّاها من داخل البيت . فقال : سبحان اللّه ! تسألنا عمّا لم نره ، ما دخل علينا أحد ولا دخل بيتك أحد [2] . ( ) 2 - المسعوديّ ( رحمه الله ) : حدّثني بعض الثقات قال : كان بين المتوكّل وبين بعض عمّاله من الشيعة معاملة ، فعملت له مؤامرة ألزم فيها ثمانون ألف درهم . فقال المتوكّل : إن باعني غلامه الفلاني بهذا المال ، فليؤخذ منه ويخلّي له السبيل . قال الرجل : فأحضرني عبيد اللّه بن يحيى وكان يعني بأمري ويحبّ خلاصي ، فعرّفني الخبر ووصف سروره بما جرى وأمرني بالإشهاد على نفسي ببيع الغلام ، فأنعمت له ، ووجّه لإحضار العدول وكتب العهدة . فقلت في نفسي : واللّه ! ما بعته غلاماً ، وقد ربّيته ، وقد عرف بهذا الأمر واستبصر فيه فيملكه طاغوت فإنّ هذا حرام عليّ . فلمّا حضر الشهود وأحضر الغلام فأقرّ لي بالعبوديّة ، قلت للعدول :
[1] رَفُهَ العيش بالضمّ : اتّسع ولان ، ورجل رافهٌ مستريح مستمتع بنعمة . ورفّه نفسه ترفيهاً : أراحها . المصباح المنير : 234 . [2] الهداية الكبرى : 316 ، س 3 . قطعة منه في : ( معجزته عليه السلام في التوصّل إلى الهدايا التي يرسل إليه عليه السلام ) و ( خادمه عليه السلام ) و ( إجلال الناس له عليه السلام ) و ( قبوله عليه السلام هدايا الناس ) و ( أحواله عليه السلام مع المتوكّل ) .