الخامس - إخباره ( عليه السلام ) بالوقائع العامّة : ( ) 1 - الحضينيّ ( رحمه الله ) : عن أبي العبّاس بن عتاب بن يونس الديلميّ ، عن عليّ بن يونس وكان رجل من عبّاد الشيعة وصلحائهم زهداً وورعاً قال علي بن يونس : حملت ألطافاً وبزّاً [1] من قوم من الشيعة ، وجعلوني رسولهم إلى أبي الحسن ( عليه السلام ) بعد وروده من سامرّاء . فلمّا دخلت سألت عنه . فقيل لي : هو مع المتوكّل في الحلّة ، فأودعت ما كان معي وصرت إلى الحلّة طمعاً أنّي أراهم فلم أصل إليه ، ورأيت الناس جلوساً يترقّبونه . فوقفت على الطريق مع ذلك الخلق ، فما لبث أن انصرف المتوكّل ومن كان معه ، وأقبل أبو الحسن ( عليه السلام ) ، ومعه غلامه نصر ، ومن أصحابه جماعة وبني عمّه ، وأنا في جملة الناس ، فلمّا صار بإزائي نظر إلىّ وأشار بيده نحوي وقال : كيف كنت في سفرك ؟ احمل إلينا الألطاف البزّ الذي جئت به ! فقلت : لا إله إلاّ اللّه ، عرفني من كلّ هذا الخلق العظيم وعلم ما حملته إليه ، ففكّرت فيمن يحمل الألطاف والبزّ إليه من حيث لا يعلم بي أحد ، فأودعتها فصرت إلى الموضع ودخلت البيت ، فلم أُصادف البزّ ولا الألطاف .