متّكىء ، وبين يديه حنطة مقلوّة يعبث بها ، وقد كان أوقع الشيطان ( لعنه اللّه ) في خلدي أنّه لا ينبغي أن يأكلوا ولا يشربوا . فقال ( عليه السلام ) : اجلس يا فتح ! فإنّ لنا بالرسل أُسوة . كانوا يأكلون ويشربون ويمشون في الأسواق ، وكلّ جسم متغذّ إلاّ خالق الأجسام الواحد الأحد . . . [1] . ( ) 9 - الشيخ الصدوق ( رحمه الله ) : روي عن أبي هاشم الجعفريّ ، أنّه قال : أصابتني ضيقة شديدة ، فصرت إلى أبي الحسن عليّ بن محمّد ( عليهما السلام ) ، فاستأذنت عليه ، فأذن لي ، فلمّا جلست . قال : يا أبا هاشم ! أيّ نعم اللّه عليك تريد أن تؤدّي شكرها ؟ قال أبو هاشم : فوجمت [2] فلم أدر ما أقول له ، فابتدأني ( عليه السلام ) . فقال : إنّ اللّه عزّ وجلّ رزقك الإيمان فحرّم به بدنك على النار ، ورزقك العافية فأعانك على الطاعة ، ورزقك القنوع فصانك عن التبذّل [3] . يا أبا هاشم ! إنّما ابتدأتك بهذا لأنّي ظننت أنّك تريد أن تشكو لي من فعل بك هذا ، قد أمرت لك بمائة دينار فخذها [4] .
[1] إثبات الوصيّة : 235 ، س 3 . يأتي الحديث بتمامه في ج 2 ، رقم 535 . [2] في الحديث « فوجمت ولم أدر ما أقول » الواجم : الذي اشتدّ حُزنه حتّى أمسك عن الكلام . مجمع البحرين : 6 / 182 ( وجم ) . [3] تَبذَّل : ترك التصاون وعمل عمل نفسه . أقرب الموارد : 1 / 154 ( بذل ) . [4] من لا يحضره الفقيه : 4 / 286 ، ح 859 . عنه الوافي : 5 / 707 ، ح 2919 . أمالي الصدوق : 336 ، ح 11 ، بتفاوت . عنه البحار : 50 / 129 ، ح 7 ، و 69 / 326 ، ح 7 ، والأنوار البهيّة : 275 ، س 15 . المواعظ للصدوق : 59 ، س 2 . قطعة منه في : ( إعطاؤه عليه السلام لمن أصابه ضيق شديد ) و ( موعظته عليه السلام في شكر النعمة ) .