فقال له : مالك يا أبا أحمد ؟ فقال : قلبي مقلق بحوايج التمستها من أمير المؤمنين . قال له : فإنّ حوائجك قد قضيت ، فما كان بأسرع من أن جاءته البشارات بقضاء حوائجه . قال : الناس يقولون إنّك تعلم الغيب وقد تبيّنت من ذلك خلّتين [1] . ( ) 5 - ابن حمزة الطوسيّ ( رحمه الله ) : عن الطيّب بن محمّد بن الحسن بن شمّون قال : ركب المتوكّل ذات يوم وخلفه الناس ، وركب آل أبي طالب إلى أبي الحسن ( عليه السلام ) ليركبوا بركوبه ، فخرج في يوم صائف شديد الحرّ والسماء صافية ، ما فيها غيم ، وهو ( عليه السلام ) معقود ذنب الدابّة بسرج جلود طويل ، وعليه ممطر وبرنس . فقال زيد بن موسى بن جعفر لجماعة آل أبي طالب : انظروا إلى هذا الرجل يخرج مثل هذا اليوم ، كأنّه وسط الشتاء . قال : فساروا جميعاً ، فما جاوزوا الجسر ولا خرجوا عنه حتّى تغيّمت السماء وأرخت عزاليها [2] كأفواه القرب ، وابتلّت ثياب الناس فدنا منه زيد ابن موسى بن جعفر ، وقال : يا سيّدي ! أنت قد علمت أنّ السماء قد تمطر فهلاّ أعلمتنا فقد هلكنا وعطبنا [3] .
[1] المناقب : 4 / 413 ، س 14 . عنه البحار : 50 / 173 ، ضمن ح 53 . ومدينة المعاجز : 7 / 505 ، ح 2498 ، وإثبات الهداة : 3 / 387 ، ح 88 . إثبات الوصيّة : 234 ، س 16 . قطعة منه في : ( إخباره عليه السلام بالوقائع العامّة ) و ( لباسه عليه السلام ) و ( أحواله عليه السلام مع المتوكّل ) . [2] أنزلت السماء عزاليها : إشارة إلى شدّة وقع المطر . أقرب الموارد : 3 / 541 ( عزل ) . [3] الثاقب في المناقب : 540 ، ح 481 . عنه مدينة المعاجز : 7 / 499 ، ح 2491 . ر قطعة منه في : ( أحوال عمّ أبيه عليه السلام زيد بن موسى بن جعفر ) و ( مركبه عليه السلام ) و ( لباسه عليه السلام ) و ( أحواله عليه السلام مع المتوكّل ) .