والناس يتعجّبون منه ، ويقولون : ألا ترون إلى هذا المدنيّ وما قد فعل بنفسه ؟ فقلت في نفسي : لو كان هذا إماماً ما فعل هذا ؟ فلمّا خرج الناس إلى الصحراء ، لم يلبثوا أن ارتفعت سحابة عظيمة هطلت ، فلم يبق أحد إلاّ ابتلّ حتّى غرق بالمطر ، وعاد ( عليه السلام ) وهو سالم من جميعه . فقلت في نفسي : يوشك أن يكون هو الإمام ، ثمّ قلت : أُريد أن أسأله عن الجنب إذا عرق في الثوب . فقلت في نفسي : إن كشف وجهه فهو الإمام ، فلمّا قرب منّي كشف وجهه . ثمّ قال : إن كان عرق الجنب في الثوب وجنابته من حرام ، لا يجوز الصلاة فيه وإن كانت جنابته من حلال ، فلا بأس ، فلم يبق في نفسي بعد ذلك شبهة [1] . ( ) 4 - ابن شهرآشوب ( رحمه الله ) : وجّه المتوكّل عتاب بن أبي عتاب إلى المدينة يحمل عليّ بن محمّد ( عليهما السلام ) إلى سرّ من رأى ، وكان الشيعة يتحدّثون أنّه يعلم الغيب ، فكان في نفس عتاب من هذا شيء . فلمّا فصل من المدينة رآه وقد لبس لبّادة والسماء صاحية ، فما كان أسرع من أن تغيّمت وأمطرت . وقال عتاب : هذا واحد ! ثمّ لمّا وافى شطّ القاطول [2] رآه مقلق القلب .
[1] المناقب : 4 / 413 ، س 21 . عنه مدينة المعاجز : 7 / 498 ، ح 2490 ، والبحار : 50 / 173 ، ضمن ح 53 ، و 77 / 117 ح 5 . قطعة منه في : ( إخباره عليه السلام بما في الضمائر ) و ( لباسه عليه السلام ) و ( مركبه عليه السلام ) ، و ( حكم عرق الجنابة ) و ( الصلاة في الثوب الذي فيه عرق الجنب من الحرام ) . [2] في المصدر : القاطون ، والصحيح : القاطول كما في بقيّة المصادر ، وهو اسم نهر كأنّه مقطوع من دجلة . وهو نهرٌ كان في موضع سامرّا قبل أن تعمّر . معجم البلدان : 4 / 297 .