رؤوسنا أرسلت علينا برداً مثل الصخور ، وقد شدّ على نفسه وعلى غلمانه الخفاتين ، ولبسوا اللبابيد ، والبرانس . وقال لغلمانه : ادفعوا إلى يحيى لُبّادةً ، وإلى الكاتب برنساً ، وتجمعنا والبرد يأخذنا حتّى قتل من أصحابي ثمانين رجلاً ، وزالت ورجع الحرّ كما كان . فقال لي : يا يحيى ! أنزل أنت من بقي من أصحابك ، ليدفن من [ قد ] مات من أصحابك . [ ثمّ قال ] : فهكذا يملأ اللّه هذه البريّة قبوراً . قال يحيى : فرميت بنفسي عن دابّتي وعدوت إليه ، فقبّلت ركابه ورجله وقلت : أنا أشهد أن لا إله إلاّ اللّه ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، وأنّكم خلفاء اللّه في أرضه ، وقد كنت كافراً وإنّني الآن قد أسلمت على يديك يا مولاي ! قال يحيى : وتشيّعت ولزمت خدمته إلى أن مضى [1] . ( ) 3 - ابن شهرآشوب ( رحمه الله ) : المعتمد في الأُصول قال عليّ بن مهزيار : وردت العسكر وأنا شاكّ في الإمامة ، فرأيت السلطان قد خرج إلى الصيد في يوم من الربيع إلاّ أنّه صائف ، والناس عليهم ثياب الصيف ، وعلى أبي الحسن ( عليه السلام ) لبّاد ، وعلى فرسه تجفاف لبود ، وقد عقد ذنب الفرس ،
[1] الخرائج والجرائح : 1 / 393 ، ح 2 . عنه إثبات الهداة : 3 / 372 ، ح 38 ، والبحار : 50 / 142 ، ح 27 . الثاقب في المناقب : 551 ، ح 494 . عنه وعن الخرائج ، مدينة المعاجز : 7 / 466 ، ح 2471 . كشف الغمّة : 2 / 390 ، س 11 . كتاب ألقاب الرسول وعترته : ضمن المجموعة النفيسة : 230 ، س 2 . الصراط المستقيم : 2 / 202 ، ح 2 . قطعة منه في : ( غلمانه عليه السلام ) و ( تهيئة اللباس لغلمانه عليه السلام ) و ( تقبيل الناس رجله وركابه عليه السلام ) ، ( خادمه عليه السلام ) و ( أحواله عليه السلام مع المتوكّل ) و ( إخباره عليه السلام بما في الضمائر ) .