( 73 ) 4 - أبو جعفر الطبري ( رحمه الله ) : وأخبرني أبو الحسين محمّد بن هارون ، قال : حدّثني أبي ( رضي الله عنه ) ، قال : حدّثنا أبو علي محمّد بن همّام ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد ، قال : حدّثنا محمّد بن جعفر ، عن أبي نُعيم ، عن محمّد بن القاسم العلوي ، قال : دخلنا جماعة من العلويّة على حكيمة ( 1 ) بنت محمّد بن علي بن موسى ( عليهم السلام ) . فقالت : جئتم تسألونني عن ميلاد وليّ اللّه ؟ قلنا : بلى ، واللّه ! قالت : كان عندي البارحة ، وأخبرني بذلك ، وإنّه كانت عندي صبيّة ، يقال لها : ( نرجس ) وكنت أربّيها من بين الجواري ، ولا يلي تربيتها غيري ، إذ دخل أبو محمّد ( عليه السلام ) عليّ ذات يوم فبقي يلحّ النظر إليها ، فقلت : يا سيّدي ! هل لك فيها من حاجة ؟ فقال : إنّا معشر الأوصياء لسنا ننظر نظر ريبة ، ولكنّا ننظر تعجّباً ، أنّ المولود الكريم على اللّه يكون منها ، قالت : قلت : يا سيّدي ! فأروح بها إليك ؟ قال : استأذني أبي في ذلك ، فصرت إلى أخي ( عليه السلام ) ، فلمّا دخلت عليه تبسّم ضاحكاً وقال : يا حكيمة ! جئت تستأذنيني في أمر الصبيّة ، ابعثي بها إلى أبي محمّد ، فإنّ اللّه عزّ وجلّ يحبّ أن يشركك في هذا الأمر . فزيّنتها وبعثت بها إلى أبي محمّد ( عليه السلام ) ، فكنت بعد ذلك إذا دخلت عليها تقوم فتقبّل جبهتي فأُقبّل رأسها ، وتقبّل يدي فأقبّل رجلها ، وتمدّ يدها إلى خفّي لتنزعه
( 1 ) في مشارق أنوار اليقين : الحسن بن حمدان عن حليمة بنت محمّد بن علي الجواد ( عليهما السلام ) ، وأشار في هامشه : « في نسخة خطّية : حكيمة » .