يرزقون ، يرون مقامي ، ويسمعون كلامي ، ويردّون سلامي ، وأنّك حجبت عن سمعي كلامهم ، وفتحت باب فهمي بلذيذ مناجاتهم . وإنّي أستأذنك يا ربّ أوّلاً ، وأستأذن رسولك ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ثانياً ، وأستأذن خليفتك الإمام المفترض عليّ طاعته - وتسمّيه باسمه واسم أبيه - والملائكة الموكّلين بهذه البقعة المباركة ثالثاً . أ أدخل يا رسول اللّه ، أ أدخل يا حجّة اللّه ، أ أدخل يا ملائكة اللّه المقرّبين المقيمين في هذا المشهد ، فأذن لي يا مولاي في الدخول أفضل ما أذنت لأحد من أوليائك ، فإن لم أكن أهلا لذلك ، فأنت أهل لذلك » . ثمّ قبّل العتبة وادخل ، وقل : « بسم اللّه وباللّه ، وفي سبيل اللّه ، وعلى ملّة رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . اللّهمّ اغفر لي ، وارحمني ، وتب عليّ إنّك أنت التوّاب الرحيم » [1] . فإذا دخلت فاستقبلهما ، واجعل القبلة بين كتفيك ، وكبّر اللّه مائة مرّة ، وقل : « السلام عليكما يا وليّي اللّه ، السلام عليكما يا حجّتي اللّه ، السلام عليكما يا نوري اللّه في ظلمات الأرض ، السلام عليكما يا أميني اللّه . أتيتكما زائراً لكما ، عارفاً بحقّكما ، مؤمناً بما آمنتما به ، كافراً بما كفرتما به ، محقّقاً لما حقّقتما ، مبطلا لما أبطلتما . أسأل اللّه ربّي وربّكما أن يجعل حظّي من زيارتكما الصلاة على محمّد وآله ، وأن يرزقني شفاعتكما ، ولا يفرّق بيني وبينكما ، ولا يسلبني حبّكما وحبّ آبائكما الصالحين ، ولا يجعله آخر العهد من زيارتكما ، ويحشرني معكما ، ويجمع بيني وبينكما في الجنّة برحمته » .