نام کتاب : موسوعة أدب المحنة أو شعراء المحسن بن علي عليه السلام نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 85
كالموشحات التي راجت صناعتها حينئذ ، ولعل الشاعر الإسلامي استفاد من الحس الشيعي الذي يحمله الفاطميون أن يقرر في مقطوعته قضية اسلامية ، ولعل العداء السياسي الذي نجم عن الاختلاف الفكري بين الدولة الفاطمية والدولة العباسية قد أتاحت للشاعر أن يقرر مسلكه الأدبي الملتزم فيظهر قضية عقائدية لا يجوز الإباحة له في ظل النظام العباسي الحاكم ، وعمل في ظل الخلاف الفكري بين الدولتين أن يقرر مسلماته العقائدية ضمن عمله الأدبي ، وهو ما أتيح فعلا للقاضي النعمان مثلا ، والذي أخرج عملا أدبياً ضخماً أودعه في أرجوزته التي بلغت أكثر من ألفي بيت ضمّنها محاججات عقائدية تثبت أحقية آل البيت ( عليهم السلام ) ، وتحدثت عن مظلوميتهم ، وكان لمأساة السيدة الزهراء ( عليها السلام ) حظاً وافراً من أرجوزته هذه ، فجمع بين القابلية الأدبية وبين قوة الحجة والبرهان . ولد القاضي النعمان [1] سنة 259 ه وتوفي سنة 363 ه وكان عدوله من المذهب المالكي إلى المذهب الإمامي أثراً في قربه لمؤسس الدولة الفاطمية « عبد الله المهدي » ورافق الدولة الجديدة خطوة فخطوة ، فبعد وفاة المهدي ولاه القائم بأمر الله قضاء طرابلس الغرب وفي عهد المنصور تولى قضاء المنصورية ، وكان قضاؤه يشمل سائر المدن الإفريقية مرجعاً لجميع القضاة حتى عهد المعز لدين الله الذي قربه اليه ، وأدناه مجلسه . . واليك بعضاً من مقتطفات أرجوزته :
[1] راجع ترجمة أعيان الشيعة للسيد محسن الأمين 1 : 223 ، وتنقيح المقال للشيخ عبد الله المامقاني في ترجمة القاضي النعمان .
85
نام کتاب : موسوعة أدب المحنة أو شعراء المحسن بن علي عليه السلام نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 85