نام کتاب : مكتبة الطالب 5 - صراع قريش مع النبي ( ص ) نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي جلد : 1 صفحه : 42
وقد عفا عنا وفتح لنا المجال لمشاركته في حربه وسلمه ، ودولته دولة قريش وعزه عزها ، وهي دولة كبيرة ، فلماذا نتركها بأيدي أنصاره الغرباء من الأوس والخزرج اليمانيين ! وبذلك وجهت قريش عملها لمرحلة ما بعد محمد صلى الله عليه وآله وصار هدفها أن يشركها في خلافته مع عترته أو تمنعه من ترتيب الأمر لهم ، لأن بني هاشم تكفيهم النبوة بزعمهم ، أما خلافة النبي صلى الله عليه وآله فيجب أن تكون لبقية قبائل قريش ! وكان يرون أن هذا المنطق لا يتنافى مع العمل لاغتيال محمد ! بشرط أن يكون سرياً أو فردياً ممن له ثأر عنده فيبكون عليه ويرثون سلطانه ! ولذا شاركوا معه في الحرب فذهبوا معه إلى حُنين حيث جمعت قبائل هوازن وغطفان النجدية جموعها لحرب النبي صلى الله عليه وآله ، وكان جيشه عشرة آلاف مقاتل ، وجعل القرشيين قواتهم في مقدمته وما أن واجههم كمين من هوازن برشقة سهام حتى انهزموا فارِّين ! فسببوا الهزيمة في صفوف المسلمين جميعاً ! وثبت النبي صلى الله عليه وآله ومعه بنو هاشم فقط كالعادة ، وقاتلوا بقوة وردوا كمين هوازن وهجومهم ، ثم رجع المسلمون الفارون ، وكتب الله لهم النصر . واستغلت قريش الهزيمة فقامت بعدة محاولات لقتل النبي صلى الله عليه وآله ! مما يشير إلى أن الهزيمة كانت مدبرة مع قبائل هوازن ! وقد روى علماء السلطة ومنهم ابن كثير المتعصب لقريش عن النضير بن الحارث قائد قوات قريش المشاركة في حنين ، قال في سيرته : 3 / 691 : ( كان النضير بن الحارث بن كلدة من أجمل الناس ، فكان يقول : الحمد لله الذي من علينا بالإسلام ، ومنَّ علينا
42
نام کتاب : مكتبة الطالب 5 - صراع قريش مع النبي ( ص ) نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي جلد : 1 صفحه : 42