وفي نفس الوقت أعطى الشرعية لكل القراءات فتمسك كل مقرئ بقراءته وانقسم الناس أحزاباً يتعصبون للقراء والقراءات ، حتى كفَّر بعضهم بعضاً بسببها ، ولم يبق إلا أن يقتتلوا بالسلاح ! هنا كان لا بد لعلي عليه السلام أن يتدخل ، فحرَّك الناس في الحجاز والعراق ليضغطوا على عثمان لتوحيد نسخة القرآن ، وكان من أهم عوامل الضغط حذيفة الذي كان يقود فتح أرمينيا ، فجاء خصيصاً إلى المدينة وضغط على عثمان لإيقاف الاختلاف بين جيش الفتح ، فاستجاب عثمان وشكل لجنة برئاسة سعيد بن العاص ، وتابع حذيفة عملها ، فأخذ نسخة محمد بن أبيّ بن كعب وأعطاها لسعيد ، وذهب إلى البصرة وصادر بنفوذه نسخة أبي موسى الأشعري المحرفة وأعطاها لسعيد ، وتابع سعيه مع حفصة وعبد الله بن مسعود فلم يسلما نسختيهما ، وتابع حذيفة عمله مع رئيس اللجنة سعيد حتى تمت كتابة القرآن الفعلي على نسخة علي عليه السلام ، وكتبوا منه عدة نسخ وأرسلوها إلى الأمصار ، ومعها رسالة من عثمان تبشر المسلمين بأنه كتب القرآن عن قرآن ( كتب عن فم رسول الله ( ص ) حين أوحاه الله إلى جبريل ، وأوحاه جبريل إلى محمد وأنزله عليه ) ! ولم يقل عثمان إنه قرآن علي عليه السلام ، بل نسبه إلى عائشة ! مكانة حذيفة المميزة ودوره في توحيد نسخة القرآن قال الذهبي في سيره : 2 / 361 : ( حذيفة بن اليمان ، من نجباء أصحاب محمد ، وهو صاحب السر . . . كان يقول : ما أدرك هذا الأمر أحد من