ولعمر الفاروق بأنه صاحب الفكرة ، ولزيد صاحب البطولات والتضحيات حتى أنه ضاعت منه آيات مرات فقبض عليها والحمد لله ! ومبارك لكم أيها المسلمون ، فقد صبرتم خمس عشرة سنة ، وهذا هو القرآن قد جُمع ، لكنه مخبأ لكم عند أمكم حفصة ! أما الواقع ، فهو ما رواه السيوطي في الإتقان : 1 / 194 : ( أخرج ابن أشته في المصاحف بسند صحيح عن محمد بن سيرين قال : مات أبو بكر ولم يجمع القرآن ، وقتل عمر ولم يجمع القرآن ) . وابن سعد : 3 / 211 ، و 294 . وقد حاولوا جعل المعنى أنهما لم يحفظا القرآن كما في أنساب الأشراف / 2529 و 2685 : قال روْح يعني أنه لم يحفظه ) . لكن المتبادر من نفي ابن سيرين وغيره أنهما لم يجمعاه في مصحف ، لأن عدم حفظهما له معروف ! أحرف عمر السبعة تنفجر في عهد عثمان ! أبقى عمر الدولة الإسلامية بدون قرآن رسمي خمس عشرة سنة ، في عهد أبي بكر وعهده وشطرٌ من عهد عثمان ! فلم يتبنَّ نسخة علي عليه السلام ولا مصاحف الأربعة الذين شهدوا أن النبي صلى الله عليه وآله أمر بأخذ القرآن منهم ، ومَنَعَ حفاظ الأنصار وغيرهم من تدوين القرآن ، ووعد المسلمين بأنه سيقوم هو بتدوين القرآن ويعمم نسخته . ولم يفعل ، بل كان يأمر زيد بن ثابت بكتابة ما يراه قرآناً ويخبؤه عند حفصة !