اللهم إنما محمد بشر يغضب كما يغضب البشر ، وإني قد اتخذت عندك عهداً لن تخلفنيه ، فأيما مؤمن آذيته أو سببته أو جلدته فاجعلها له كفارة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة ) . وروى مسلم سبع روايات من هذا النوع . وأحمد : 2 / 390 و 488 و 496 و : 3 / 384 و : 5 / 437 و 439 و : 6 / 45 والدارمي : 2 / 314 والبيهقي : 7 / 60 . . الخ . وكلها تصور النبي صلى الله عليه وآله جالساً على كرسي الاعتراف بأنه سَبَّابٌ لَعَّانٌ فَحَّاش مؤذٍ للناس ، يُهينهم ، ويضربهم بالسوط ! وأنه تاب ودعا لمن ظلمهم من الفراعنة والأبالسة ، بهذا الخير الطويل العريض ! ! وقد تحيَّر فقهاؤهم فيها لأن لعن النبي صلى الله عليه وآله من يلعنه لا يكون إلا بأمر الله تعالى فهو طاعة ولا يحتاج إلى توبة ، كما لا يجوز الدعاء للملعون بالخير والبركة والرحمة ! وقد نصت روايات اللعن على أن النبي صلى الله عليه وآله قال : والله ما أنا قلته ولكن الله قاله ! ( أحمد : 4 / 48 و 57 و 420 و 424 ومجمع الزوائد : 10 / 46 ، وكنز العمال : 12 / 68 ، والحاكم : 4 / 82 ) . ثم ، لو كان اللعن بغضب بشري كما زعموا ، فهو معصية كبيرة تخرج صاحبها عن العدالة وتجعله ملعوناً ! لأن لعن المؤمن كقتله واللعنة إذا خرجت من في صاحبها نظرت فإن وجدت مسلكاً في الذي وجهت إليه ، وإلا عادت إلى الذي خرجت منه . ( كنز العمال : 3 / 614 و 616 ، وغيره ) . ولكنهم ( مضطرون ) إلى نسبة هذا الذنب إلى النبي صلى الله عليه وآله لتبرئة من يحبونهم من الملعونين !