وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ : رسول الله ( ص ) على بينة من ربه ، وأنا شاهد منه ) . ثم ذكر ثلاث روايات بنحوه . كما رووا في آية : وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ، مكذوبات تزعم أن الشاهد على الأمة الذي يتلو النبي صلى الله عليه وآله هو عبد الله بن سلام اليهودي الذي صار ( مسلماً أموياً ) ! فالمهم لهم إبعاد الآية عن علي عليه السلام ولو بتلبيسها ليهودي ، ولو لزم أن لا يكون في الأمة الإسلامية شخص عنده علم كتابها ! قال في الدر المنثور : 4 / 69 : ( عن ابن عباس قال : قدم على رسول الله ( ص ) أسقف من اليمن فقال له رسول الله ( ص ) : هل تجدني في الإنجيل رسولاً ؟ قال لا ، فأنزل الله : قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ يقول : عبد الله بن سلام ) . انتهى . وقد فات واضع الحديث أن هذه الحادثة في المدينة والآية مكية ! وقد روى السيوطي أن سعيد بن جبير رد عليهم وكذلك الشعبي وقال : ( ما نزل في عبد الله ابن سلام شئ من القرآن ) ! وقد تخبط هنا الطبري : 7 / 10 ، والفخر الرازي : 17 / 200 ، واستوفينا الكلام في كتاب تدوين القرآن . وتدل ترجمة عبد الله بن سلام هذا على أنه وأولاده كانوا من مرتزقة بني أمية وجلادهم الحجاج ، كما في مجمع الزوائد : 9 / 92 . وروى الذهبي في تذكرته : 1 / 27 ، ما يدل على أن ابن سلام كان بعد إسلامه متعصباً ليهوديته وأنه كذب على النبي صلى الله عليه وآله فقال إنه أمره أن يقرأ القرآن ليلة والتوراة ليلة ! فكيف يكون هذا عنده علم الكتاب والشاهد الرباني على الأمة بعد نبيها عليه السلام ! والعجيب أن الذهبي علق على ذلك بقوله : ( فهذا إن صح ففيه