الأنصار معهم على قدم المساواة فيجب حذفها ! لكن عمر تراجع عن قوله وعن قسمه ! ولم يسأل عدداً من الصحابة عن الآية ! وأمر بكتابتها في القرآن كما قال أبيٌّ ولم يطلب شاهداً آخر معه عليها ! 20 - محاولة أخرى تتعلق بعلي عليه السلام في آية : قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ . ( الرعد : 43 ) ، فقد عبَّر القرآن الكريم بإيتاء الكتاب ، وهو عام للأمم وخاص للأنبياء وأوصيائهم عليهم السلام . وبتوريث الكتاب وهو أيضاً عام وخاص ، وبالراسخين في العلم وهو خاص بالمعصومين عليهم السلام ، ومثله تعبير : وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ، وهو لا ينطبق إلا على علي عليه السلام ، لأن غيره لم يكن عنده ، فيكون عليٌّ عليه السلام أفضل من وزير سليمان ووصيه آصف بن برخيا ، الذي قال الله تعالى فيه : قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ . ( النمل : 40 ) . لكن عمر حاول إبعاد الآية عن علي عليه السلام فقرأها ( وَمِنْ عِنْدِهِ ) فكسر مَنْ وكسر عِنْدَه ! وأراد بهاتين الكسرتين أن يجعل معنى الآية : قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عند الله علم الكتاب . وهذه القراءة لا معنى لها لأنها تقطع الربط بين الفقرتين ! والعجيب أنه نسب ذلك إلى النبي صلى الله عليه وآله ! ففي الدر المنثور : 4 / 69 : ( عن عمر أن النبي قرأ : ومَن عندَه علم الكتاب ، قال : من عند الله علم الكتاب ) . وكنز العمال : 2 / 593 ، وفي : 12 / 589 ، أنه سمع ذلك من النبي صلى الله عليه وآله في مكة ! ومجمع الزوائد : 7 / 155 . والحمد لله أن أحداً لم يطعه ، ففي المصحف : وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتاب !