وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ . فقال عمر : والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار ، الذين اتبعوهم بإحسان ، وقال عمر : أشهد أن الله أنزلها هكذا ، فقال أبيٌّ : أشهد أن الله أنزلها هكذا ولم يؤامر فيها الخطاب ولا ابنه ) . انتهى . أقول : الآية في مدح المؤمنين المهاجرين والأنصار ومن جاء بعدهم واتبعهم ، فالأنصار مساوون للمهاجرين القرشيين وإن ذكروا بعدهم ، ومن اتبعهم أي اتبع الطرفين . لكن عمر يريد حذف الواو ليجعل الأنصار تابعين للقرشيين ، وأقسم أنها هكذا نزلت ! فرفض كعب تحريف الآية وقال له إن الله عندما أنزلها لم يستشر عمر ولا أباه ! وفي رواية الحاكم : 3 / 305 ، أن عمر أراد من شخص تغييرها فلم يقبل معه فذهبا إلى أبيّ وجرى بينهما نقاش حاد ، وقال له كعب : ( تلقيتها من رسول الله صلى الله عليه وآله . قال عمر : أنت تلقيتها من رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ ! قال : نعم أنا تلقيتها من رسول الله صلى الله عليه وآله . ثلاث مرات كل ذلك يقوله ، وفي الثالثة وهو غضبان : نعم والله ، لقد أنزلها الله على جبريل وأنزلها جبريل على محمد فلم يستأمر فيها الخطاب ولا ابنه ! فخرج عمر وهو رافع يديه وهو يقول : الله أكبر الله أكبر ! ) . وكنز العمال : 2 / 605 ، و : 2 / 597 ، وفيه : ( فجعل كل واحد منهما يشير إلى أنف صاحبه بإصبعه ) . وفي الدر المنثور : 3 / 269 : ( فقال عمر : فنعم ، إذن نتابع أبياً . . . قال : لقد كنت أرى أنا رفعنا رفعة لا يبلغها أحد بعدنا ! فقال أبيٌّ : تصديق ذلك في أول سورة الجمعة : وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ) . انتهى . ومعناه أن عمر يرى أن قريشاً فوق الجميع ، ولا يجوز أن يساوى بها أحد ! والواو في الآية تجعل