نقد بعض المثقفين نية التقرب إلى الله تعالى ما الذي لا يعجب المثقفين المتغربين من اشتراط الإسلام في عمل الإنسان نية التقرب إلى الله تعالى ، ويقبل أن يكون التقرب طمعاً في جنته ، وخوفاً من عقابه ؟ يقولون : إن الموعودات الإسلامية في القرآن والسنة ، تجعل عمل الخير تجارياً ، خوفاً من السوط وعذاب النار ، أو طمعاً في الجنة وقصورها وحورها . بينما العقل يقول : إعمل الخير لأنه خير ، لأنه يرضي ذاتك ويحقق إنسانيتك ، فهذا مستوى أعلى من تجارة المتدينين السوقية ! وهو كلام ظاهره حسن ، لكنه في التحليل خاطئ لأنه طوبائي غير عملي ، فهو يجعل الدافع للعمل تحقيق الذات الدنيوية ، والدنيا لا تتسع لتحقيق ذوات الناس ورغباتهم وطموحاتهم فيقع بينها التعارض والتضارب لا محالة ، لأنه كثيراً ما يكون تحقيق الذات بالإضرار بالآخرين ومنعهم من تحقيق ذواتهم . وها نحن نرى أن تحقيق الذات بالإضرار بالآخرين حالة سائدة في مجتمعات العالم ومنها المجتمعات الغربية ! وبسببها يكثر في الناس الشر ويقل الخير .