العرفان حق لكن صاحبنا ليس هو المطلوب حدثني يوماً أستاذي في النجف عن العرفان والعارفين ، وأن بعضهم أهل كرامات ومكاشفة ، وسمى لي منهم أشخاصاً بعضهم من أهل العلم وبعضهم من الكسبة ، وأخبرني أنه يحضر أسبوعياً عند أحدهم ، وأني أستطيع الحضور ، فشكرته . وفي الموعد في بيت أحدهم حضر الأستاذ فرأيت أستاذي والحاضرين احترموه وهابوه ، وتأدبوا بين يديه وأصغوا بكلهم إليه . كان درسه أو حديثه في شرح آية الكرسي ، وقد اعتمد على التصوير والتذكير أكثر من المطلب العلمي ، فاستفدنا وتأثرنا والحمد لله . وتضمن درسه التالي وما بعده توجيهات مفيدة ، كقوله : كل مشكلات الإنسان من الوهم والخيال ، والوهم هو الخوف غير الشرعي ، والخيال هو الأمل غير الشرعي . وقوله : أنظر أمامك في الصلاة عند محل سجودك ، وأرْخِ عينيك ولا تحدق ، مع ما استفدناه منه رحمه الله من أفكار عن مراقبة النفس ومجاهدتها إن طمحت إلى الحرام أو المكروه ، وإجبارها إن استعصت على فعل الخير وقيام الليل . . . الخ . وكانت فترة نافعة بما فيها تكاليف الأستاذ في مراقبة النفس ، وكان أنفعها برامج العبادة اليومية ، والاعتكاف في مسجد الكوفة ثلاثة أيام ، وزيارة الإمام الحسين عليه السلام سيراً على الأقدام . ومضت الأيام لأكتشف في هذا الأستاذ ما لا أحب ، رأيته يأكل دائماً