فالصعوبة إذن ليست في المعرفة النظرية ، بل في العمل والتطبيق ! وقد ناقش شيخ الطائفة الأنصاري قدس سره ما ذكره العلامة الحلي قدس سره ويفهم منه أنه يجب على المسلم أكثر من ذلك ، وبثَّ الشيخ الأنصاري بمناسبته شكواه من مدعي العرفان والعلم ، الذين يغُشُّون الناس باسم معرفة الله تعالى ومعرفة النبي وآله صلى الله عليه وآله ، وهم جهلاء لا يعرفون الفاعل والمفعول ولا البديهي من الكسبي ! قال قدس سره في الرسائل : 1 / 275 : ( وقد ذكر العلامة في الباب الحادي عشر فيما يجب معرفته على كل مكلف ، من تفاصيل التوحيد والنبوة والإمامة والمعاد ، أموراً لا دليل على وجوبها كذلك ، مدعياً أن الجاهل بها عن نظر واستدلال خارج عن ربقة الإيمان مستحق للعذاب الدائم ، وهو في غاية الإشكال . نعم يمكن أن يقال : إن مقتضى عموم وجوب المعرفة مثل قوله تعالى : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ ، أي ليعرفون . وقوله صلى الله عليه وآله : وما أعلم بعد المعرفة أفضل من هذه الصلوات الخمس ، بناء على أن الأفضلية من الواجب ، خصوصاً مثل الصلاة ، تستلزم الوجوب . وكذا عمومات وجوب التفقه في الدين الشامل للمعارف بقرينة استشهاد الإمام عليه السلام بها لوجوب النفر لمعرفة الإمام بعد موت الإمام السابق عليه السلام وعمومات طلب العلم ، هو وجوب معرفة الله جل ذكره ومعرفة النبي صلى الله عليه وآله والإمام عليه السلام ومعرفة ما جاء به النبي صلى الله عليه وآله على كل قادر يتمكن من تحصيل العلم ، فيجب الفحص حتى يحصل اليأس ، فإن حصل العلم