أن يوصف بالجهات أو يحد بالصفات أو تحصيه الأوقات ، أو تحويه الأماكن والأقطار . ولما كان جل وعلا كذلك استحال أن توصف ذاته بأنها مختصة بجهة أو منتقلة من مكان إلى مكان أو حَالَّةً في مكان . روي أن موسى عليه السلام لما كلمه الله تعالى سمع الكلام من سائر الجهات . . . وإذا ثبت هذا لم يجز أن يوصف تعالى بأنه يحل موضعاً أو ينزل مكاناً ولا يوصف كلامه بحرف ولا صوت خلافاً للحنابلة الحشوية ) . تجاهل الوهابية مذهب الصحابة النافين للرؤية قال الألباني في فتاويه / 143 : ( إن عقيدة رؤية الله لم ترد في السنة فقط حتى تشككوا فيها ، إن هذه العقيدة أيضاً قد جاءت في القرآن الكريم المتواتر روايته عن رسول الله . . . إن قوله تعالى : وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ . هي وجوه المؤمنين قطعاً إلى ربها ناظرة . المعتزلة والشيعة جاءوا بفلسفة ففسروا وجوه إلى ربها ناظرة ، أي إلى نعيم ربها ناظرة . . . وهذه الفلسفة معولٌ هدَّامٌ للسنة الصحيحة ) . انتهى . ج فهل فات الألباني وأمثاله ، أنه لا يجوز الأخذ ببعض القرآن دون بعض بل يجب رد المتشابه إلى المحكم ، والمحكم هنا : الآيات التي تنفي نفياً قاطعاً صريحاً إمكانية رؤيته تعالى ، كقوله تعالى : لا تدركه الأبصار ، وقوله : ليس كمثله شئ . . الخ . وهل فاتهم أن آية : وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ، التي يدعون أنها تعني النظر إلى ذات الله تعالى في الجنة تتحدث عن المحشر