أن نجره إلى محيط وجودنا ومألوف أذهاننا ، كما فعل اليهود عندما شبهوه بخلقه وادعوا تجسده في عزير وغيره ! وكما فعل النصارى فشبهوه بخلقه وادعوا تجسده بالمسيح وغيره ! وقد تبعهم حشوية الحنابلة وأشرسهم أتباع ابن تيمية في عصرنا فادعوا أنهم وحدهم الموحدون أصحاب العقيدة الصحيحة ، وأهل السنة والجماعة ! وأن بقية المسلمين الذين يخالفون رأيهم أهل البدع والضلالة ، وأكثرهم كفار مشركون ! لكنك عندما تنظر إلى عقيدتهم يأخذك العجب لبعدها عن التوحيد الذي جاء به الإسلام ! فهم يشبهون الله تعالى بخلقه ويجسمون ذاته المقدسة ! ويجعلونه على صورة البشر وطوله ستون ذراعاً ، ويزعمون أنه موجود في مكان خاص من الكون ، وينزل إلى الأرض ، ويفرح ويضحك ويغضب ! الخ . فمعبودهم جسمٌ من نوع الطبيعة المخلوقة ، خاضع لقوانين الزمان والمكان اللذين خلقهما ! وإذا قلت لهم : إن الله تعالى منزه عن أن يحويه مكان أو زمان لأنه قبلهما ، وهو في نفس الوقت في كل مكان وزمان مهيمنٌ عليهما وعلى كل الموجودات ، لا يقبلون ذلك ويتهمونك بأنك ( جَهَمي ) تنفي صفات الله تعالى ووجوده ! الوهابية هم نفس حَشْوية الحنابلة قال الدميري في حياة الحيوان : 2 / 71 : ( نفت عائشة دلالة سورة النجم على رؤية النبي ( ص ) لربه وجواز الرؤية مطلقاً . . . وهو سبحانه أجل وأعظم من