قبل دخول الجنة بدليل قوله تعالى : وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ . تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ ( القيامة : 24 - 25 ) فوجوه المؤمنين مستشرفة إلى ربها تنتظر رحمته وعطاءه ، ووجوه الكفار مكفهرة خائفة من عقابه ، فليس في الآيات ما يدل على النظر بالعين إلى الله تعالى في الجنة ولا قبلها ! ثم انظر إلى تهويلهم حيث جعلوا عدم الأخذ بأحاديث الرؤية هدماً للسنة ! وقد هدموا أحاديث عائشة وهي عندهم في أعلى درجات الصحة ! هاجموا أمهم عائشة وأساؤوا معها الأدب قال ابن خزيمة في كتاب التوحيد / 225 : ( هذه لفظة أحسب عائشة تكلمت بها في وقت غضب ، ولو كانت لفظة أحسن منها يكون فيها درك لبغيتها كان أجمل بها ، ليس يحسن في اللفظ أن يقول قائل أو قائلة : قد أعظم ابن عباس الفرية وأبو ذر وأنس بن مالك وجماعات من الناس الفرية على ربهم ! ولكن قد يتكلم المرء عند الغضب باللفظة التي يكون غيرها أحسن وأجمل منها . أكثر ما في هذا أن عائشة رضي الله عنها وأبا ذر وابن عباس وأنس بن مالك قد اختلفوا هل رأى النبي ( ص ) ربه فقالت عائشة : لم ير النبي ( ص ) ربه وقال أبو ذر وابن عباس قد رأى النبي ربه ( ؟ ! ) فتفهموا يا ذوي الحجا هذه النكتة تعلموا أن ابن عباس وأبا ذر وأنس بن مالك ومن وافقهم لم يعظموا الفرية على الله ، لا ولا خالفوا حرفاً من كتاب الله في هذه المسألة . . .