responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مكتبة الطالب 1 - معرفة الله نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 46


فقال : لا تراه العيون بمشاهدة العيان ، ولكن تدركه القلوب بحقائق الإيمان ، قريبٌ من الأشياء غير ملامس ، بعيدٌ منها غير مباين ، متكلمٌ لا بروية ، مريدٌ لا بهمَّة ، صانعٌ لا بجارحة ، لطيفٌ لا يوصف بالخفاء ، كبيرٌ لا يوصف بالجفاء ، بصيرٌ لا يوصف بالحاسة ، رحيمٌ لا يوصف بالرقة . تعنو الوجوه لعظمته ، وتجب القلوب من مخافته ) . انتهى . فالقول برؤية الله بالعين جاء من تأثر المسلمين باليهود والنصارى والمجوس ، وقد وقف أهل البيت عليهم السلام وجمهور الصحابة ضده ونفوا نسبته إلى الإسلام ، لأنه يستلزم التجسيم .
ومن الأدلة البسيطة على ذلك أن ما تراه العين لا بد أن يكون موجوداً داخل المكان والزمان ، والله تعالى وجود متعال على الزمان والمكان ، لأنه خلقهما وبدأ شريطهما من الصفر والعدم ، فلا يصح أن نفترضه محدوداً بهما خاضعاً لقوانينهما ! لقد تعودت أذهاننا أن تعمل داخل الزمان والمكان حتى ليصعب عليها أن تتصور موجوداً خارج قوانينهما ، وحتى أننا نتصور خارج الفضاء والكون بأنه فضاء ! وهذه هي طبيعة الإنسان قبل أن يكبر ويطلع ، وقد ورد أن النملة تتصور أن لربها قرنين كقرنيها ! لكن عقل الإنسان يدرك أن الوجود لا يجب أن يكون محصوراً بالمكان والزمان ، ويرتقي في إدراكه ما هو أعلى من الزمان والمكان ويؤمن به وإن عرف أنه غير قابل للرؤية بالعين .
وهذا الارتقاء الذهني هو المطلوب منا في فهم وجود الله تعالى ، لا

46

نام کتاب : مكتبة الطالب 1 - معرفة الله نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست