نام کتاب : مطالب السؤول في مناقب آل الرسول ( ع ) نویسنده : محمد بن طلحة الشافعي جلد : 1 صفحه : 459
أبو الحسن علي الرضا بقريب من ذلك . فقلت : يا سيدي إن رأيت أن تهبني شيئا من ثيابك ليكون كفني . فقال : نعم . ثم دفع لي قميصا قد ابتذله ، ومنشفة لطيفة وقال لي : ( احفظ هذا تحرس به ) ثم دفع إلي ذو الرياستين - أبو العباس الفضل بن سهل وزير المأمون - صلة وحملني على برذون أصفر خراساني ، وكنت أسايره في يوم مطير وعليه ممطر خز وبرنس ، فأمر لي به ودعا بغيره جديد لبسه وقال : إنما آثرتك باللبيس لأنه خير الممطرين . قال : فأعطيت به ثمانين دينارا فلم تطب نفسي ببيعه ، ثم كررت راجعا إلى العراق فلما صرت في بعض الطريق خرج علينا الأكراد فأخذونا ، وكان ذلك اليوم يوما مطيرا ، فبقيت في قميص خلق وضر شديد وأنا متأسف من جميع ما كان معي على القميص والمنشفة ، ومفكر في قول سيدي الرضا ، إذ مر بي واحد من الأكراد الحرامية تحته الفرس الأصفر الذي حملني عليه ذو الرياستين وعليه الممطر ، ووقف بالقرب مني ليجتمع إليه أصحابه وهو ينشد : مدارس آيات خلت من تلاوة ويبكي ، فلما رأيت ذلك عجبت من لص من الأكراد يتشيع ، ثم طمعت في القميص والمنشفة فقلت : يا سيدي لمن هذه القصيدة ؟ فقال : وما أنت وذلك ويلك . فقلت : لي فيه سبب أخبرك به . فقال : هي أشهر بصاحبها من أن تجهل . فقلت : من ؟ قال : دعبل بن علي الخزاعي شاعر آل محمد ، جزاه الله خيرا . فقلت له : يا سيدي فأنا والله دعبل ، وهذه قصيدتي . قال : ويلك ما تقول ؟
459
نام کتاب : مطالب السؤول في مناقب آل الرسول ( ع ) نویسنده : محمد بن طلحة الشافعي جلد : 1 صفحه : 459