نام کتاب : مطالب السؤول في مناقب آل الرسول ( ع ) نویسنده : محمد بن طلحة الشافعي جلد : 1 صفحه : 400
فسلك الحسين طريقا آخر راجعا إلى جهة الحجاز غير الجادة ، وسار وأصحابه طول ليلتهم فلما أصبح الحسين ( عليه السلام ) وإذا قد ظهر الحر وجيشه فقال له الحسين ( عليه السلام ) : ( ما وراءك يا بن يزيد ؟ ) . فقال : وافاني كتاب ابن زياد يؤنبني في أمرك وقد سير من هو معي ، وهو عين علي ولا سبيل إلى مفارقتك أو نقدم بك عليه . وطال الكلام بينهما فرحل الحسين ( عليه السلام ) وأهله وأصحابه ونزلوا كربلاء يوم الأربعاء أو الخميس على ما قيل الثاني من المحرم ، فقال ( عليه السلام ) : ( هذه كربلاء موضع كرب وبلا ، هذا مناخ ركابنا ، ومحط رحالنا ، ومقتل رجالنا ) . فنزل القوم وحطوا الأثقال ، ونزل الحر بجيشه قبالة الحسين ( عليه السلام ) ، ثم كتب إلى عبيد الله بنزول الحسين بأرض كربلاء ، فكتب عبيد الله كتابا إلى الحسين ( عليه السلام ) : أما بعد ، فقد بلغني يا حسين نزولك بكربلاء وقد كتب إلي يزيد بن معاوية أن لا أتوسد الوثير ، ولا أشبع من الخمير ، حتى ألحقك باللطيف الخبير ، أو ترجع إلى حكمي وحكم يزيد بن معاوية والسلام . فلما ورد الكتاب على الحسين ( عليه السلام ) وقرأه ألقاه من يده ، وقال للرسول : ( ما له عندي جواب ) . فرجع الرسول فأخبر ابن زياد فاشتد غضبه ، وجمع الناس وجهز العساكر وسير مقدمها عمر بن سعد - وكان قد ولاه الري وأعمالها وكتب له بها - فاستعفى من خروجه معه إلى قتال الحسين ، فقال له ابن زياد : إما أن تخرج وإما تعيد إلينا كتابنا بتوليتك الري وأعمالها وتقعد في بيتك . فاختار ولاية الري ، وطلع إلى قتال الحسين ( عليه السلام ) بالعسكر ، فما زال عبيد الله يجهز مقدما ومعه طائفة من الناس إلى أن اجتمع عند عمر بن سعد اثنان وعشرون ألفا ما بين فارس وراجل . وأول من خرج إلى عمر بن سعد الشمر بن ذي الجوشن السكوني في أربعة آلاف فارس ، ثم زحفت خيل عمر بن سعد حتى نزلوا شاطئ الفرات ، وحالوا بين
400
نام کتاب : مطالب السؤول في مناقب آل الرسول ( ع ) نویسنده : محمد بن طلحة الشافعي جلد : 1 صفحه : 400