responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مختصر مفيد نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 174


( عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءهُ الأعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى * أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى * وَمَا عَلَيْكَ أَلاَ يَزَّكَّى * وَأَمَّا مَنْ جَاءكَ يَسْعَى * وَهُوَ يَخْشَى * فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى . . ) [1] .
فقوله تعالى : ( وَمَا يُدْرِيكَ ) ليس خطاباً لرسول الله [ صلى الله عليه وآله ] ، بل هو التفات من الغيبة إلى الخطاب مع العابس نفسه ، فهو مثل قوله تعالى : ( الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ، إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) حيث كان يتحدث عنه تعالى بضمير الغائب ثم التفت موجهاً الخطاب إليه تعالى فقال : ( إِيَّاكَ ) . .
والأمر هنا من هذا القبيل ، فإنه بعد أن أعلن باللوم للعابس ، وتحدث عنه كأنه غير موجود ، فقال : ( عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءهُ الأعْمَى ) عاد فالتفت إليه ، وقال له : لماذا تريد طرده ؟ أتركه يجلس ، فلعله يزّكى بما يسمعه من رسول الله [ صلى الله عليه وآله ] . ( أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى ) .
ثم شرع الله سبحانه في بيان حال ذلك العابس ، فذكر : أن من عاداته أن يهتم بالأغنياء ، ويتصدى لهم ، ويحاول جلب انتباههم إليه . ولكنه لا يهتم بتزكية أولئك الأغنياء ، بل هو يتصدى لهم ، ويهتم بهم لأجل غناهم فقط .



[1] سورة عبس الآيات 1 / 10 .

174

نام کتاب : مختصر مفيد نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 174
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست