رأى ابن أم مكتوم ، قال : مرحباً ، مرحباً : لا والله ، لا يعاتبني الله فيك أبداً . حيث يظهر من هذا النص الشريف : أنه [ صلى الله عليه وآله ] كان يريد بقوله هذا التعريض بمن صدر منه في حق ابن أم مكتوم ما أوجب نزول العتاب الإلهي له فيه . . فكأنه [ صلى الله عليه وآله ] يقول لابن أم مكتوم : إني لا أعاملك كما عاملك فلان . ثالثاً : إن الروايات التي تحدثت عن أن النبي [ صلى الله عليه وآله ] هو الذي عبس في وجه ابن أم مكتوم إنما رواها غير الشيعة , وقد طرحها الرازي ، معللاً ذلك بأنها أخبار آحاد ، وبأنها تخالف القواعد العقلية [1] . وقد ناقشنا تلك الروايات ، وبيَّنا تناقضاتها ، وبعض وجوه الخلل فيها في كتابنا : " الصحيح من سيرة النبي الأعظم [ صلى الله عليه وآله ] ج 2 ص 155 - 165 " . رابعاً : إن الآيات الشريفة في سورة عبس نفسها ليس فيها ما يدل على أن العابس هو شخص رسول الله [ صلى الله عليه وآله ] . . فلماذا الإصرار على توجيه التهمة إليه بما يوجب الانتقاص من شأنه [ صلى الله عليه وآله ] ؟ . بل إن التأمل في تلك الآيات المباركة يعطي : أن اتهام رسول الله [ صلى الله عليه وآله ] بهذا الأمر محض تجنٍّ عليه [ صلى الله عليه وآله ] . . فلاحظ ما يلي : ألف : إن الآيات التي نتحدث عنها هي التالية :