فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى ) [1] . أولاً : إنه إذا دل الدليل القاطع على عصمة الرسول الأعظم [ صلى الله عليه وآله ] في كل شيء ، ثم جاء في الآيات ما ربما يظهر منه في بادئ الرأي خلاف ذلك ، فلا بد من اتهام أنفسنا في فهم معناه . ومحاولة اكتشاف منشأ الاشتباه ، فإن لم يمكنا ذلك ، فعلينا أن نرد علمه إلى أهله . ولا يجوز لنا نقض ذلك الدليل القطعي على العصمة ، لمجرد شبهة ناشئة عن قصورنا في فهم النص . ثانياً : إن من وسائل دفع الشبهة في فهم النص الرجوع إلى الأئمة الطاهرين [ سلام الله عليهم ] ، الذين هم أهل بيت النبوة , ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ، وعليهم وفي بيوتهم نزل القرآن ، وهم الذين خوطبوا به ، وهم الكتاب الناطق ، والإمام المبين . . ( وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ) [2] . وقد ورد عنهم [ صلوات الله وسلامه عليهم ] ما يدفع الشبهة في مورد السؤال ، وبينوا [ عليهم السلام ] أن الآيات قد نزلت في رجل من بني أمية ، وبعض الروايات قد صرحت باسمه أيضاً [3] . وروى الطبرسي عن الإمام الصادق [ عليه السلام ] : أن النبي [ صلى الله عليه وآله ] كان إذا
[1] سورة عبس الآية 1 / 10 . [2] سورة يس الآية 12 . [3] راجع : تفسير القمي ج 2 ص 405 والبرهان [ تفسير ] ج 4 ص 427 و 428 ونور الثقلين [ تفسير ] ج 5 ص 508 و 509 ومجمع البيان ج 10 ص 437 .