تعداه ليقول : ( لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) [1] ، فهو يريه الحركة والموقف والصفاء والطهر متجسداً أمامه في النبي والوصي ، وفي نسوة واجهتهن أعظم المحن والبلايا كامرأة فرعون ، وفي الزهراء فاطمة [ عليها السلام ] ، وحيث واجهتها أجواء الانحراف والشدة والظلم ، وفي مريم بنت عمران التي واجهت ضغوط البيئة في أشد الأمور حساسية بالنسبة لجنس المرأة بصورة عامة [2] . والحمد لله رب العالمين . فضل الزهراء [ عليها السلام ] وإسقاط الجنين السؤال ( 36 ) : جاء في بعض الروايات أن الزهراء [ عليها السلام ] حينما تسلمت الكتاب ، كتاب فدك من الأول ، ورجعت به لقيها الثاني في الطريق ، فرفسها بعد أن رد يده في صدرها ، عندما مانعته أن تسلم الكتاب له . وبصق في الكتاب ، ومزقه ، فسقطت [ عليها السلام ] على الأرض ، وألقت المحسن سقطا . فيبدو أن وقت الإسقاط كان حين رجوعها وهي في الطريق ، في حين أن بعض الروايات الأخرى تشير إلى أنها [ سلام الله عليها ] أسقطت جنينها حينما حالت بين القوم وبين علي [ عليه السلام ] في داخل بيتها ، بعد أن اقتحمه الثاني وعصبته ، أفلا تبدو الروايتان متناقضتان ؟ وكيف
[1] سورة الأحزاب : الآية 21 . [2] مأساة الزهراء ج 1 ص 47 - 49