ولا يستطيع أحد أن يدّعي لنفسه أو لبيته هذا المستوى من الطهارة أبداً ، فهل يستطيع أن يدّعي ذلك يزيد الذي نشأ في بني كلب ، حيث لا دين ، ولا هدى ، بل مفاهيم الجاهلية وأحكامها ، هي المهيمنة ، والطاغية . والأهواء والشهوات والمآثم هي السلوك العام ، وهي القائد والسائق في مختلف الحالات ، وفي شتى المجالات ؟ ! . . بنا فتح الله وبنا يختم : ويستمر الإمام الحسين [ عليه السلام ] في كلماته الهادية تلك فيؤكد على أن الله سبحانه قد فتح أبواب الهداية والصلاح والإصلاح للأمة بالحسين ، وبأهل بيت النبوة [ عليهم السلام ] . وسيختم بهم [ عليهم السلام ] على يد ولي الله الأعظم الحجة القائم المهدي [ صلوات الله وسلامه عليه ] ، فما معنى أن ينازع يزيد ، أو غير يزيد هؤلاء الصفوة الذين يمثلون خط الهداية الإلهية للبشرية ؟ ! . وإذا كان يزيد وغيره ممن سبقه أو لحقه من غير أهل البيت يستطيع أن يدّعي للناس أنهم ليسوا أولى بالنبي [ صلى الله عليه وآله ] منه ، ولا أعرف بشرائعه ، ولا أليق بمقامه ، ولا أجمع للصفات والمزايا المطلوبة في من يفترض فيه أن يأخذ موقع الرسول [ صلى الله عليه وآله ] ، ويضطلع بمهماته ، فقد يجد من يصدقه في ذلك . ولكن هل يستطيع أن يدّعي هؤلاء ذلك في مقابل الحسين [ عليه السلام ] ، ولا سيما بملاحظة كل هذا الذي ذكرناه ، وبملاحظة : ما ذكرناه من دلالات صلح الإمام الحسن [ عليه السلام ] ؟ .